رغم خبرتي التي قد تقربني من المعلم الأول قليلا فأصبح مسؤولا عن زميلي إلا أنني أرى أن الفكرة إذا لم تخل من الحساسيات هناك المجاملات وهذا يؤثر على سير حركة التعليم وبهذا تكون النتائج سلبية ويكون الضحية الطالب .

وسوف أحكي لكم قصة حصلت لي لعلها قد تقرب حقيقة كلامي .

قبل سبع سنوات وجهت لي دعوة لحضور حصة نموذجية لأحد الزملاء في إحدى المدارس وكان الدرس درس قراءة في الصف السادس فبدأ زميلنا بكتابة عنوان الدرس على السبورة وبعد أن عرفنا أن الدرس يتعلق بمادة القراءة قام مشرفنا المحترم الذي خطط لهذااللقاء من خلال دعوته الرسمية لكل معلم قد كلف بزيارته لحضور حصة نموذجية للمعلم فلان بمدرسة كذا ثم قال حقيقة كنت أتمنى أن يكون الدرس في مادة القواعد إلا أن المعلم طلب أن تكون الحصة في مادة القراءة فقلت القراءة هي تطبيق للقواعد وليس هناك أي مشكلة بحيث إذا قرأ الطالب مع ضبط الكلمات بالشكل بصورة صحيحة ومن هنا بدأت ملاح وجه زميلنا تتغير نوعا ما وبدأ الارتباك على زميلنا ومع ذلك واصل في شرح الموضوع الذي لم يكلفه جهدا يذكر وإنما كان حملا ثقيلا على الطلاب عندما كلفهم بالقراءة ثم توجيه بعض الأسئلة التي لاتخرج عن معاني بعض الكلمات المشروحة في الكتاب والاعرابات الخفيفة ولكن زميلنا وقع في خطأ عندما طلب من طالب اعرابا لكلمة اعرابها الصحيح نائب فاعل والطالب أجاب بأنها فاعل والمعلم قال للطالب أحسنت فاستمر الطالب في القراءة عند ذلك طلبت من الطالب التوقف عن القراءة ثم قلت :لو سمحتم يا إخوان عندي مداخلة ..اعراب الطالب للكلمة خطأ والصواب نائب فاعل فما كان من المعلم زميلنا صاحب الحصة النموذجية إلا أن قال وبصوت مرتفع معليش يا أستاذ ما قد أخذوا نائب الفاعل فقلت حتى ولو الخطأ لابد أن يصحح فأسرها في نفسه إلى يومنا هذا بدليل عندما أقابله في الطريق يعرض عني .

بالله عليكم مثل هذه النوعية هل ترون أنه يقبل النصح والتوجيهات ؟

أخي الشفق :

دائما مواضيعك تشدني ومن ثم تجبرني للمشاركة ولو أن رأي لايقدم ولا يؤخر

من وجهة نظرني أرى أن الفكرة لوتحققت وأصبح هناك معلم أول ومعلم ثاني وأن المعلم الأول قد أصبح هو المسؤول الأول والأخير عن المعلم الثاني فلاداعي لوجود المشرفين .

أما مايتعلق بمسألة فشل الاشراف فأقول أن الفشل قد اتضح عند بعضهم سواء تحققت الفكرة أم لم تتحقق والدليل خير برهان -وانتبهوا لكلمة بعضهم - فلو تحققت وأصبح هناك معلم أول قد كلف بعمل المشرف فهذا دليل واضح على أن المشرف لم يقم بدوره على الوجه ا لمطلوب وهذا دليل على فشله في عمله مادام وأن هناك من يقوم به فلاداعي لوجوده لوجود البديل .

أما مايتعلق بسنوات الخبرة والأقدمية في التعليم فأنا أرى أنها لاتكفي مالم تصحبها الكفاءة العلمية وقوة الشخصية التي تفرض على أن يكون صاحبها مسموع الكلمة واضح الحجة وذلك من خلال ثقافته الواسعة في تخصصه وغيره .

أما بالنسبة للحساسيات بين المعلمين فهذا لاشك أن وجودها حاصل ولن تجدها إلا عند شخص يفقد الثقة في نفسه فلو عرف أن الكمال لله وحده ولو عرف أنه من قال قد علم فهو جاهل ولو عرف قصة المرأة مع عمر -رضي الله عنه - وهو يخطب في المسجد لتقبل الأمور بصدر رحب وبهذا لاحساسية ولاشعور بالنقص .

أما بالنسبة للمقاييس والأعمال التي من خلالها يستطيع المعلم الأول إفادة المعلم الثاني فهي :

الخبرة والأقدمية والقوة الشخصية و التمكن من فهم المادة والتواضع وعدم التعنت وتصيد الأخطاء و البعد عن المجاملات ثم المشاركة الفعلية من المعلم الأول للمعلم الثاني في طريقة العرض ..اكتفي بهذه الكلمات الموجزة لأن الشرح قد يطول إذا تطرقت للحديث عن كل فقرة .

أما بالنسبة لتخفيض النصاب فأعتقد أن الوزارة لم ترفض وهي تعرف أن نصاب المعلم أربعة وعشرين حصة بمعدل خمس حصص في اليوم فلو كلفت أحد المعلمين بهذا العمل وهو يشغل خمس حصص في اليوم فياترى متى يسمح له الوقت لكي يقوم بعمله الذي كلف به ؟ أما إذا رفضت الوزارة فمن حق أي المعلم يكلف أن يرفض .

أخي الشفق

مواضيعك مثمرة ومفيدة أحيك من أعماق قلبي .