يأتي عيد الأضحى المبارك وتبدأ المعاناة في البحث عن الجزَّار المناسب لذبح الأضحية ، وفي كل عيد ترى العجب من بعض الجزَّارين . وهذه الأبيات تصوِّرُ حواراً دار بين الأضحية والجزار :
هـا أنـا الكبـــشُ.. وهـــذا ديــــدني
بيــن عُشـــبي وشعيــــري مُنصــرِفْ
جـاءني عيــــدُ الأضـــاحي مُســــرعاً
حـان ذبحـــي ورحيـــــلي قـــد أزِفْ
فـــــوداعاً طيِّــــــباً من راحــــلٍ
هكـــذا الأيـــامُ تمضـــــــي لا تقِفْ
سُـــــــنَّةُ اللهِ ســـرتْ في خلقــــهِ
كـلُّ حَــيٍّ حـــــولها لا يختــــــلِفْ
* * *
وأنا الجـــــزَّارُ ، هــــذا موسمــــي
وبِرفــــعِ السِّعــــرِ فيــهِ مُعتـــرِفْ
وسكاكيـــــــني وســـــاطوري هفت
وطمـــــوحي عنـــد حـــدٍّ لا يقِــفْ
مرحـــباً بالعيـــــدِ يا أهــــلاً بــهِ
فرصــــةً للرِّبــــحِ ،منــها نقتـــطِفْ
أيـها الكبــــــشُ تدثَّــــر بالجَلَـــدْ
وامتَـــطِ الإقــــدامَ دومــًا واتَّصِـــفْ
* * *
إنّني كبـــــشٌ شـــــجاعٌ هــــادِىءٌ
لا أهـــابُ الذبـــحَ ، أو ريقـــي يجِـــفْ
رؤيــــــةُ الجـــــزَّارِ لا تُربِكُـــــني
إن أتـــى سَمْحـــًا ، وإن جـــاءَ صَلِـــفْ
مرحـــباً باليـــومِ ، عيـــــدٌ فاضـــلٌ
صــــالحُ الأعمــــــالِ فيـــهِ تأتلِــفْ
في ســــــبيلِ اللهِ روحـــــــي ودَمــي
طاعـــــــةً للهِ منِّــــــي تنصــــرِفْ
* * *
وأنا الجــــزَّارُ أهــــوى مِهنــــــتي
وعلــى الذَّبـــحِ ذِراعـــي قــد ألِــفْ
أذبـــحُ الأغنــــــــامَ في رِفـــقٍ بها
وبفـنٍّ دون عُنــــــفٍ أقتـــــــرِفْ
أيــها الكبـــــشُ تقــــدَّم واثـِــقاً
نحـــوَ جــــزَّارٍ خبـــــيرٍ مُحتــرِفْ
أعطــــني الـرأسَ وكـن مُســـــــترخياً
لا تُقـــــاوِم رأفتـــــي أو تَعتَسـِـــفْ
* * *
أيــها الجــــزَّارُ عفــــواً سيِّــــدي
ما أرى إلا غشــــــيماً مُســــــتخِفْ
ماسِــــكَ الســـكِّينَ بالمقلـــوبِ .. والـ
جِســــمُ خـــــاوٍ .. وذِراعٌ ترتجـِـــفْ
أنــتَ جـــزَّارٌ غشيـــــمٌ جــــاهلٌ
أنــتَ للمهــــنةِ أصــلاً مُســــتلِفْ !
فيَـــدُ الجــــــزَّارِ قـد بانــــت لنا
مســـكةُ الســـــكِّينِ فيـــها تختــلِفْ
* * *