كل الموانئ تحطمت
و كل الأحلام اندثرت..
حتى الرفاق انسحبت .. عن حلبة حياتي ..
وبت وحيدا .. مجردا منهم جميعا ..
حتى تلك الدموع التي أقسمت انها لن تتخلى عني في وقت حزني .. جفت .. ولا ارى لها أثرا على ملامحي ..
كل الاشياء تخلت عني ..
حتى تلك الحروف المتضخمة بداخلي .. اختفت
والكلمات العميقة جدا .. والكثيرة .. ماتت ولم يعد لها أثر فيً
وحتى أنا ,,
حتى أنا هممت بالرحيـــــــل ..
فلم اعد أقوى البقاء .. في عالم لا يعرف معنى .. كلمة إنسان ..
أقسم أن اوجاع الدنيا كلها .. تبدو كفرح عظيم أمام وجع القلب ..
وأن كل الجمادات التي بقربي .. ترقص على جراحي .. وتنثر عليها الملح بدلا من الورود .. وتزفني الى الموت
حتى الجمادات .. لم تترك لي ذرة .. أو فتاتا من نعيم .. بل هي الاخرى تحاول قتلي ..
الوجع يخنقني بحبال مشنقة .. ولا يبقي لي اي ذرة من هواء نقي .. لكي أحيا ..
يمزق روحي الى أشلاء صغيرة ولا تكاد ان ترى .. ويقتلني بأبشع صور للقتل ..
ضاعت دموع عيني فما عدت ابكي ..
ضاع الدفئ في ليالي الشتاء .. وقتلني البرد ..
البرد الذي عشقته .. يوم ان كنتي بقربي ..
في حينها .. وفي تلك اللحظة التي أشعلت فيها مصابيح الليل وسط ساعات النهار ..
فما عاد النهار .. نهارا .. في عيني ..
فأضاءت عتمتي .. فأبصرت ..فرحة.. توهمتها كتلك الغيمة الحبلى بالمطر ..
وبت اسرد لنفسي الحكايا .. تحت أجواء تلك الغيمة .. فتناسيت الحزن شيئا .. فشيئا ..
انعشتني .. رائحة المطر ..
بللني الرذاذ ..
داعبت قدمي أعشاشا خضراء ..
تنفست بعمق كي لا أختنق ..
لكنني كنت مغمض العينين ..
فلا ازعم أني قد أعيش في هذه الاجواء الخيالية طويلا ..
أنا والغيمة ..تحدثنا ..
..وكانت أوصاف حديثنا انين وحنين ..
أخبرتها أن ظلها .. يبقيني على قيد الحياة ولا يرسلني الى عالم الاموات
ظلها دواء لكل الاوجاع فيً
ظلها يلجم صراخ الالم بداخلي ..
.. وهكذا شاء الله ..
بأن تتبددي .. ويتبدد الفرح الذي جلبتيه معك ..
وان أبقى .. أنا .. وحيدا
بان اموت وانا حي
بان توأد فرحتي
وأن أبكي كثيرا ,,كثيرا في الخفاء ..
هكذا شاء ..
وهكذا تدور الحياة ..
ما بين حزن .. وفرح ..
فريسة المأساه ..