كثيرًا ما أتعرض للانتقاد من قبل الكثير على أسلوبي في التعامل مع طالباتي ..
ويردد أن هذا الجيل لاتنفع معه سوى القسوة ..
يتعجبن عندما أحتضن الصغيرات وأرتب لها شعرها , وأربط شريطتها المتدلية على كتفها ..
وأرد عليهم قائلة : تركت لكم القسوة فاتركوني وشأني أنا وطالباتي ..
ومن العجيب أنني وفي التربية الميدانية في آخر سنة لي بالجامعة ..
وقع اسمي في مدرسة ثانوية يتهرب منها الكثيرات ويعتذرن عن التطبيق فيها ..
وباعتباري قائدة مجموعتي أصريت عليهن أن نخوض غمار التجربة ..
فلا يجوز الهروب من المشاكل بل لابد من معالجتها ..
اتجهنا أنا ومجموعتي أول يوم للميداني نحو المدرسة المعنية ..
ورأينا العجب :
طالبات يبحثن عن المشاكل وينتقينها بعناية ..
ينظرن إلينا بازدراء وتهكم ..
المهم : كنا في الأسبوع الأول لاندخل حصصًا بل ندخل احتياط على الفصول ..
نادتني في اليوم الثاني وكيلة المدرسة وقالت : ربما حظك سيء !
سألتها ع السبب ..
فتابعت : لديك احتياط في أكر فصل مشاغبة , في الصف الثالث أدبي!! ..
تمعنت في وجهي لترى ردة فعلي ., وأحسبها تتوقع الرفض مني ..
فقلت لها : ولم من سوء حظي , ربما كان ذلك من حسن حظي!!؟ ..
أخذت حقيبة الاحتياط وانطلقت نحوهم مسرعة ..
دخلت عليهن وهن كلٌ في جهة من غرفة الصف ..
ألقيت التحية : فردوا بلا حرارة ..
فاجئتهن بسؤال : من منكن متحدثة جيدة ؟
أريد أن أحاورها ..
فأصغين جميعًا وبدأ الاهتمام بحديثي ..
طلبت منهن التجمع حولي وشكلنا حلقة وأنا متوسطة بينهن ..
فسألوني : أنت أستاذة أم طالبة كلية ..؟
فأجبتهن : أنا هذه وتلك .,
وقلت بعدها : سمعت عن سمو أخلاقكن وروعة التعامل الذي يسكن طباعكن فأحببت أ رى بنفسي ..
وبدأنا الجلسة تعرفت على أسمائهن وهواياتهن وأطلعتني بعض الطالبات على أشعارهن ورسوماتهن .
وحين سمعن صوت الجرس طالبنني بالبقاء لحصة أخرى ..
وأنا ألملم أغر اضي قالت إحداهن يا أستاذة : أتصدقين أننا للمرة الأولى نجد من يحاورنا؟
الجميع يدخل وقد أطلق علينا حكم مسبق بسوء الأخلاق , ولم نشأ أن نزعجهم بتغيير الفكرة ..
تواصلت معهن عبر الماسنجر والواتس آب .,
ورأيت منهن مايسر..
روعة في التعامل وإبداعات مكبوتة تنتظر من يرعاها ..
وجاء آخر يوم في الميداني , كنت أودعهن وهن يبكين بدموع حارة وبكيت والله أكثر منهن ..
حين تذكرت أنني دعوت في أول يوم : اللهم سخرهم لي ويسر لهم علمًا نافعًا عن طريقي ..
وإلى اليوم علاقتي به مستمرة عبر وسائل الاتصال لدرجة أنهن يحكين لي عن مشاكلهن وأمور أخرى ..


همسة : المتحدثات كثر ولكن القليلات هن من يتحدثن من القلب إلى القلب ..



monaنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي