يوم أمس الثلاثاء بتاريخ 11/11/1431هـ
كنت مندمجةً مع طالباتي في درسٍ لمادة للجغرافيا
نفكر , نخطط , نستنتج , نرسم خرائط ونحدد معالمها
وإذ بإحداهن تسألني /
أستاذة / هل يمكنني رسم خريطة لنفسي ؟
أخذني الصمت لبرهة ثم قلت لها :
نعم عزيزتي باستطاعة كل منَّا رسم خريطةٍ لنفسه ..
تعجبن طالباتي وارتسمت علامات الدهشة على محيا كل منهن
فقلت لهن ياعزيزاتي :
لو أنَّ كلٌ منَّا رسم لنفسه خريطة توضح معالمه هو , وبكل صدق وشفافية ومواجهة مع الذات , لكان من السهل بإذن الله أن نتلافى كثير من العيوب فينا ..
****
انتهينا من الدرس, وسجلت الواجب المنزلي
طلبت منهن أن تخرج كل منهن ورقة وتكتب فيها النشاط التالي /
ارسمي خريطة لنفسكـ كما ترينها أنتِ وبكل بساطة.
وبالرغم من أن الحصة التالية لمادة الجغرافيا هي يوم الثلاثاء القادم لكنني فوجئت اليوم بطالباتي جميعهن أحضرن هذا النشاط اليوم الأربعاء .
رسومات كثيرة ورائعة شعرت معها أنني فخورةً بهن بحق ..
ومن بين تلك الرسومات لفت انتباهي طالبة رسمت شكلاً دائرياً وكتبت بداخله [البــِـر - الابتسامة - الكلمة الطيبة - إمطاة الأذى - احترام الكبير - الصلاة ] وكتبت خارجها من جميع الجهات[ الله - الرسول عليه الصلاة والسلام - أمي وأبي-جدي وجدتي - الأرحام-المعلمة - زميلاتي ]
سألتها عن معناها فقالت :
من بالداخل هي أنا ومايجب علي أن أفعله وهؤلاء بالخارج حدود لايجب أن أتعداها وعلي أن أتصرف معهم بما حددته لنفسي بالداخل ..
أعجبت بها أيما إعجاب ماشاء الله تبارك الله وعدتها بتكريمٍ في طابور الصباح ..
والآن أنا أجلس مع وحيدة أحاول أن أرسم لنفسي خريطةً كطالباتي ويبدو أنهن أكثر براعة مني , فإلى هذه اللحظة لم أكتب خطاً واحداً في الورقة لاأعلم لماذا ؟؟!! ..
صامطية
همسة / آن لنا أن ننتقل بالتعليم من الجمود واللاحراكـ إلى الاندماج في الواقع
وأن نرتقي بمستوى تفكير النشء.
مما يوفر لهم بنية أساسية ومناعة قوية يواجهون بها تحديات العصر ويحلون مشكلاته 