SMS
بعث إلي رفيق الدرب والصديق العزيز الشاعر الأديب الأستاذ يحيى عبده واصلي ، برسالة نصية من جواله ، مهنئاً بصدور مجموعتي الشعرية ( الصوت الجريح ) وكان نص الرسالة الآتي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
مثلُكـــم بالطِّيـــــبِ يُذكَـــــرْ
مثــــلما الـرَّوضِ المُعَطَّــــــــرْ
سبقــــت يُمنـــــاكَ حـــــرفي
ثـمَّ قادتـــــــني لِكـــــــوثرْ
لـــكَ منِّــــي ألـــفُ شُكــــرٍ
مـن صَــــدى الـرُّوحِ وأكثَــــــرْ
أنــا لـن أنســــــاكَ لكـــــن
غَـــــرَّني الـــدَّربُ ( المُشَفَّــــرْ )
غـــــامَ فـي عيـــــني يسيـــراً
خلـــــفَ كُثبــــــانٍ تَســــتَّرْ
وتبَيَّــــــنـتُ خُطــــــــــاهُ
فارتــــوى الصَّحــــوَ وأبصَـــــرْ
دَلَّــــــني لِكــــــلِّ أُنــــسٍ
وبِدِيـــــــــوانِكَ بَشَّــــــــرْ
فـــــرأى القلــــبُ حُــــــروفاً
فـــــوقَ فِكـــــري تَتَفَجَّـــــرْ
فهنيـــــــــــئًا يابـــــنَ وُدِّي
ومريـــــــئًا يابــــنَ بوكـــــرْ
26 / 10 / 1430 هـ
* * * * *
فرددتُ عليه بهذه الأبيات :
يا رفيـــــقَ الـدَّربِ شُكـــــــراً
لِشعُــــــــورٍ قــد تَسَطَّـــــرْ
فـي فـــــــؤادي بيقيـــــــنٍ
وعلـــى الوِجـــــدانِ أمْطَـــــرْ
بـــــثَّ فــي الــرُّوحِ حيـــــاةً
مثــــلما المــــــاءِ المُطَهَّـــــرْ
فكَســــا الأنــــسُ رُبــــــاها
ونمـــــا فيـــــها وأثـــــمرْ
أنـــتَ في الدُّنيـــــا خليـــــلي
وبقلبـــــي أنـــتَ أكبَــــــرْ
كــــم حَـــــواني نُبـــلُكَ الفَيـ
يــــاضُ بالجــــودِ وأكثَـــــرْ !
وسَقــــــاني كأسُــــــكَ المَمْـ
لـــوءُ أخلاقـــــاً وكَوثَـــــرْ !
أنــا لــن أنســـــــاكَ حتَّــى
يأفـــــلَ العُمْــــرُ المُقَـــــدَّرْ
فتَقبَّـــــل نَبـــضَ عُمـــــري
وتقبَّـــــل شــــوقَ بوكَــــرْ
26 / 10 / 1430 هـ
* * * * *
ثم أرسل إلي رسالة أخرى وفيها :
رِمــشُ عيـــنِ الحَـــرفُ تَسْحَـــرْ
فـي حَنـــــايا الــرُّوحِ تَسْهَــــرْ
فيــها نبـــضُ الصَّمـــتِ لكـــن
كوميــــضِ البَــــرقِ تَظهَــــرْ
خفقـــةٌ فـي العُمـــقِ تَســــري
لا تُـــــــرى إلاَّ بِمِجهَــــــرْ
حَمَلـــــتْ كـــلَّ المعـــــاني
فتَحـــــتْ بابـــــي المُسَكَّـــرْ
مِـن رُبـــوعِ السِّحـــرِ جــــاءَت
ولهـــــا العيــــنانِ مَصـــــدَرْ
فاستقــــــرَّت في فـــــــؤادي
وتمــــــــادت تتمخطـــــــرْ
ومضــــت بالحُـــــبِّ تزهــــو
بيــــن أنفاســـــي وتكبـــــرْ
واحتــــــــوتني بِحنـــــــانٍ
فارتــــوى القلــــبُ وأزهَـــــرْ
ثـمَّ جـــــــاءتْ في منــــــامي
تَطْلُـــبُ المَهـــــرَ المؤخَّـــــرْ !!!
27 / 10 / 1430 هـ
* * * * * *
فرددتُ عليه بهذه الأبيات :
قـــل لهـــا يـــا ( واصلــــيٌّ )
ليـــس عنـــــدي مـن مؤخَّــــرْ
إنَّــــما عنـــــدي حُـــــروفٌ
وبهــــا أسمــــــو وأفخَـــــرْ
مـــا أنـــــا إلاَّ أديـــــــبٌ
في بحـــــورِ الشِّعــــرِ أمخَــــرْ
الغِنــــى ضَـــــلَّ طريقــــي
خانـــهُ الــــدَّربُ ( فبَنْشَــــرْ )
فأتـــــى يحبـــــو رويــــداً
طَـــــلَّ في وجهــــي وكَشَّــــرْ
قــــالَ يـا هــــــذا ســــلامٌ
ليـــس عنــــدي لــكَ أكثَــــرْ
صَـــــدَّ عنِّــــي بجفــــــاءٍ
وسَـــــبى حَظِّـــــي وغــــادرْ
فامنحـــــي القلـــبَ ربيـــــعاً
كـــلُّ شيـــئٍ فيــــهِ أخضَــــرْ
وتعــــــالي يـــا مُــــــرادي
نرتَــــــقِ السِّتــــرَ فنؤجَـــــرْ
27 / 10 / 1430 هـ
* * * * * *
ثم بعث إلي برسالة أخرى وفيها :
جـــفَّ زيـــتُ الضـــوءِ عنـــدي
وبآفـــــــــــاقي تبَخَّــــــرْ
وخَبَـــــتْ جَـــــذوةُ شِعــــري
ثـــمَّ مِشــــــواري تَعَثَّــــــرْ
رحلتـــــي أضحــــتْ هبَــــاءً
كـلُّ لـــونٍ صــــارَ ( أغبَـــرْ ) !!
وربيـــــعي تــــاهَ في صيـــــ
فـي .. وغُصـــني بـــاتَ ( أشقَـــرْ )
وشبـــــــابي قــــد تــــوارى
في مُعـــــــــاناتي وأدبَـــــــرْ
ودَنــــــا منِّــــي خريفـــــي
وطمـــــوحي قــــد تقَهقَـــــرْ
آهِ مـــا أقســــى زمــــــــاني
فيـــــهِ إحســــاسي تَكَـــــدَّرْ !
صَمَتـــــتْ أُسْــــدُ القــــوافي
وجِيــــادُ الحَـــــرفِ تُنحَــــرْ !
وارتقــــى الفِكــــرَ غَريـــــرٌ
ولــــهُ صيـــــتٌ وعَسْـــــكَرْ !
قــل لشاديـــــــنا لمـــــاذا ؟
تعــــزِفُ الــــوَزنَ المُكَسَّـــــرْ ؟ !
وتُحيــــــلُ النَّثـــــرَ قَســــراً
لقــــــــريضٍ لا يُفسَّـــــــرْ
ولنــــــا فـــي كــــــلِّ دربٍ
منـــــهجُ التِّبيـــــانِ يُذكَـــــرْ
تمـــــلأُ الأفـــــقَ سُطـــــوراً
فهمُـــــنا فيـــــها تَعَسَّــــــرْ
وعِبــــــــاراتٍ غريــــــــبا
تٍ .. بهـــــا تزهــــو وتُبْهَـــــرْ
تقتـــــلُ الإلهـــــامَ غَـــــدراً
أَكَـــــذا النَّـــــصرُ المُــــؤزَّرْ ؟ !
28 / 10 / 1430 هـ
* * * * * *
فرددتُ عليه بهذه الأبيات :
لا تقـــــــل آهٍ وتأســــــــى
يحـــــزَنُ القلــــبُ فيَكــــدَرْ !
ما انتــــهى المِشـــــــوارُ يا صنـ
وي ، ولا فيـــــــكَ تَعثَّــــــرْ
أو خَبــــتْ شُعـــــلَةُ ضـــــوءٍ
لا ، ولا الزَّيــــــــتُ تبَخَّـــــرْ
أنــــتَ مـــا زِلـــتَ فتـــــيًّا
فيـــكَ غُصــنُ الشِّعـــرِ أخضَـــرْ
فيـــكَ نبـــعُ الخيــــرِ يجـــري
فـــــــوقَ أوراقٍ ودَفتَـــــــرْ
دعْ طريـــــقَ الوَهــــمِ جَنبــــاً
وانتَفــــض مثـــــلَ الغَضنفَــــرْ
قـــل لهــم مــا زِلــتُ نجمــــاً
في سمـــــاءِ الحَـــــرفِ يظهـــرْ
قـــل لهـــم مـا زِلـــتُ سيـــفًا
فــي يَـــدِ المِغــــوارِ ( عَنْتَـــرْ )
قـــل لهــم مــا زِلـــتُ بحـــراً
بجميــــــلِ القَــــولِ يزخَــــرْ
هكـــــذا الدُّنيــــا تـــــراها
حَفَّـــــها الأمـــــرُ المُــــدَوَّرْ !
وبـــــدا فيــــــها يَــــراعٌ
وجَّـــــهَ الدِّفَّـــــةَ أيْسَـــــرْ
نسَـــــجَ الإبـــــداعَ سَهـــــواً
( بصميــــــلٍ[1] ) فتَبَعْثَــــــــرْ
ورأى التَّغـــــــريبَ فنـــــــًّا
راقــــيَ التركيــــــبِ يَســــحَرْ
فغــــدا الأمــــرُ هزيــــــــلاً
وتـــرى القـــــادِمَ أخطـــــــرْ
فاسكــــبِ البـَـــوحَ بيــــــاناً
في كـــؤوسِ النَّفـــــسِ واجْهَـــــرْ
28 / 10 / 1430 هـ
* * * * * *
1 عود ثخين من الخشب اليابس