جـازان
جــازانُ يا أعـــذبَ الألحـــانِ في وتــري
عزفتُـــها عاشــقاً في الهَــــامِ والجُـــزُرِ
قد همــتُ في حُســنِكِ الرَّفــافِ مُرتحِـــلاً
والشــوقُ في داخـــلي يهــواكِ فانتظــري
يا دوحـــةً قد بــدتْ للعيـــنِ زاهيـــةً
طاب البـــهاءُ على خَـــدَّيكِ فازدهـــري
منــكِ الهـوى زارنـي عبــرَ الصَّـفا طَــرِباً
فجـــال في خاطـــري وانثــال في نظـري
يا جنّــــةً في رياضِ السّـــحرِ هائمــــةً
أمســت بأفنــــانها خــلاّبـةَ الصُّـــوَرِ
فالزهـــرُ في حســـنها يختـــالُ منتشــياً
والمــاءُ في ظِلِّــــها يلـهو مـع الشّجـــرِ
والفــلُّ يُذكـــي على أرجـــائِها عَبـَـقاً
تعُـــبُّ أنفاسُـــها من نفحــــهِ العَطِــرِ
والشيـــحُ يهفــو إلى الريحــــانِ في ألَـقٍ
والياسميــــنُ تهـــــادى ســـاعةَ السَّمَرِ
ونفحـــةٌ من شــذا الكــاذي تُعطِّـــرها
تغــدو بإيقاعـــــها شفَّــــافةَ الأثــرِ
والطيـــرُ في دوحِـــها تزهـــو مُغــرِّدةً
تشــــدو بأنغامـــها لحنــاً علـى الوتَــرِ
والريـفُ في حُلَّــــةٍ خضـــراءَ مُزدهيــاً
في حُسنـــهِ قـد هفا يرنــــو إلى الحَضَــرِ
والريـــحُ ميَّـــاسةٌ هامـــت نســائمُها
فــوق الجدايـــلِ تُبــدي شعـرَها الغَجَـري
جــازانُ حُبِّــي ، وإلهـــامي , وخافِقَتـــي
هيــمي جمـــالاً على دنيــاكِ وافتخــري
فيـكِ الطبيعـــةُ قـد أبـــدتْ مفاتنـَــها
واستــلهمتْ سحــــرها من بُردكِ النَّضِــرِ
تلك الجبــــالُ على الآفــــاقِ شامخـــةً
يكســـو معــالِمَها ثـــوبٌ من الخُضَـــرِ
والغيــمُ أمســى علـى الآكـــامِ مُنتشِــراً
والبــرقُ يجــلو حُســــاماً زاهـي الشَّـرَرِ
والرعــدُ يــدوي على الأرجـــاءِ مُبتهجــاً
والمُــزنُ تهمـــي بزخَّــــاتٍ من المطَــرِ
والبحــرُ في ســـاحلِ المرجـــانِ مُبتــدِراً
يمحــو بزُرقتــــهِ إطـــلالةَ الكَـــدَرِ
والليـــلُ يُضفـــي على الأجــواءِ مِعطَفـهُ
والكـــونُ يُلبِســهُ إشـــــراقةَ القَمَــرِ
وجَسَّــدتْ روعــــةُ البنيــــانِ رونـقها
حتّــى لَبِســــتِ بهــا تاجـــاً من الدُّرَرِ
جــــازانُ يا لوحــــةً للفنِّ قـد رُسِمــتْ
تزهــــو بألوانـِــها في عـــــالمِ البشَـرِ
* * *