مهترئةٌ أوراق الحُب .,

[صامطية]

يا فؤآدي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى


اسقنى واشرب على أطلاله
وارو عنى طالما الدمع روى


كيف ذاك الحب أمسى خبرا
وحديثا من أحاديث الجوى

كان الحب في الماضي كإبرة بين خيوط القشّ
وفي الحاضر صار كخيوط القشّ المتشابكة
كأثير آلاف الإذاعات والقنوات الفضائية ومواقع الانترنت والايميلات والجوالات
صار الحب كذبة لـ 99% من البشر . . وتختلف أحجام الكذبة من كبيرة إلى صغيرة
الكل يمثل والكل يتلوّن والكل يتسلّى والكل يعبّر والكل يضحك وينكت
يتراسلون بالأغاني والنغمات وأبيات الشعر والكلمات .
أصبح الحبّ رخيصا جدا
ومتداولا بكثرة
وسامجا بلا نكهة
خالٍ من الغيرة والحُرقة
ومتملقا ومتفلتاً

متربعا على الأرفف
معروضا لمن يريده بالمجان
وبكل الأصناف والألوان
كالطعام والشراب في زمن الطفرة

وليس لنا إلا أن ننعيه
وأن نبحث عن تاريخه المجيد
في قصص الأولين وتاريخهم
في الكتب التي تغشّاها الغبار

لنقرؤه فقط
ثم نتخيّله فقط

أهلاً بالقدير // أبو إسماعيل ..

لا أزيد على ردك المتوغل في الوضوح إلا أن أقول :

بإمكاننا ونحن نقرأ أشعار عنترة العبسي مثلاً , أن نتخيل قصته مع عبلة بكل تفاصيلها ..
بل نرسم في كياننا شخوصًا باقية معنا وإن زال من عاشها ..

ذلك الفرق بين تعبيرهم عن الحب ((وتعبيرنا )) ..

لا أنسى في مرة عند إحدى إشارات صامطة وأنا مع زوجي استوقفنا طفل صغير مخاطبًا لزوجي :

(( أعطني عشرة ريالات وأقول لك قصيدة حب للمدام ))..

تُرى : هل ذلك لحاجة هذا الطفل , أم لعبقريته , أم لأن كلمات الحب أصبحت رخييييصة للغاية ؟






شكرًا لحضورك المميز ..

صامطية