البداية .. كانت من خلال مخيمنا تقريبا في ابرق الكبريت ان لم انسى الاسم
تجهيز استعداد تمركز خط اول جاهزين للحرب متى ما حانت ساعة الصفر
خلال شهر وبضع ايام .. ارسلت لنا فرقة من الاميركان لتعليم الاستطلاع
والتجسس على العدوا .. اختير منا 15 كنا 7 من جيزان اجتزنا الدورة لمدة اسبوع فقط
عشرة كنت من ضمنهم ولله الحمد واصغرهم كذلك .. لم نعلم اننا سنكون اول الجيوش
في المقدمة وعلى بعد كيلو او اقل عند العدومهمة صعبة بالطبع كل شي ممنوع والحركة محسوبة
حتى السجارة ليلاً تشكل خطر عليك فهناك من يتربص بك وممكن يكشف موقعك في لحظات .. ايام قاسية مرت
كان اقساها البرد .. والله في بعض الايام يتجمد الماء كذلك التموين لم يكن وصولة سهلا الينا .. فقط ثلاث دبابات
استطلاعية واجهزة ونواظير وعشرة اشخاص مهمتهم رصد تحركات العدو وتحديد الاهداف .. بفضل الله كنا على قدر
المهمة وساعدنا خلال هذه المدة بكشف الكثير من المواقع .. احداث واحداث ومواقف منها وفي ليلة هادئة مقمرة
خالية حتى من صوت الناموسةعكرت علينا المدفعية العراقية الاجواء واستهدفتنا بصواريخ ارض جو كادت ان تقتلنا
والحمدلله سقطت على بعد امتار منا ونجونا .. وخلال لحظات حلق الطيران عالياً وبطلعة واحده دمرها بعد تحديد موقها
للعلم اثبت الطيران السعودي انه كفو وقادر على اصابة الهدف 90% كذلك يعد الوحيد الذي يعود وهو متاكد من اصابة هدفه
كذلك لا انسى الخطة الكبيرة التي نجح الحلف فيها وهي مباغتة الجيش العراقي وذلك من خلال طلعات متواصلة كان هدفها فقط قواعد الطيران
لذا لم يكن العدو قادر على الطيران طيلة حرب الخيج وتحسب لصاحب الفكرة مدري منهو
من المواقف المضحكة .. كنا نرمي ليلاً على كل ماهو متحرك ان شاء الله كيس او باغة والا حتى ارنب او جربوع المكان لا يحتمل
وكل شي متوقع .. كنا وقتها مجرد منواشات وطيران فقط لم تحن ساعة الصفر للهجوم البري .. حقيقة مللنا وتمنينا ساعة الحرب
فالانتظار كان صعب .. وكل شي مفقود .. اتصال مفيش جوالات مفيش ايامها اذكر اني كنت ارسل رسايل خطية منها ما وصل ومنها
ما استلمته انا بعد عودتي .. بريد خايس حتى الرسائ الغزلية وصل عددها عشرين وصلت بيدها خمس فقط
انا كنت متيم يوماُ واخر ابكي شوقاً وثالث اكتب وصيتي .. ورابع يتجدد الامل .. وخامس يئس من العودة .. وسادس نسياان ونوم
وسابع اراسل عشقيمن اغرب الرسائل التي كتبتها من اجلك توظفت ومن اجلك اموت وربي ما اسامح بوك
الحمدلله لم تصل
القادم الحرب البرية والتحرير .؛