مرحبا بك أخي البحري و أسعد الله أوقاتك
دعني أناقشك أوّلا في أوّل شق انطلقت منه في تعقيبك
عرفت من البداية أنه لا مفرّ من العودة إلى الرصيد الفكري الفلسفي و معالجة الإسلام
و المسلمين لقضية أفعال الإنسان التي هي مدار الحديث عن الحريات و من ثمّ المسؤولية
أوافقك أنّ قضية إنساب الفعل لصاحبه تارة و أخرى للخالق عزّ و جلّ قد كان مثار نقاش
و جدل إن دخلنا فيه لن تكفينا هذه الصفحات ، ثمّ إن امتلاك الإنسان لملَكة العقل يمكّنه
من التمييز نعم لكن ألست ترى معي أننا أحيانا و إن تميّزنا بذلك نفتقر لمنبع أصيل
في إرادتنا و من ثمّ الحرية التي ندّعيها فلماذا يحدث ذلك ؟؟ و أين نحن من مسألة
الرغبات المحاكية للغير المماثلين لنا في العقل و التفكير ؟؟؟
و لننتقل إلى الشقّ الثاني الذي عرّجت عليه حضرتك :
عفوا منك سيّدي لكني ما قصدتُ في تساؤلي ما أشرت إليه عموما بل أردت أن نربط
ذاك التأثير الوارد إلينا و نحن نبحث عن ملاذ نعبّر فيه عن حرياتنا المفقودة ، إذ قد يدّعي المرء
ما ليس فيه فيجعل له نموذجا يقلّده بداعي الامتزاج الفكري فما يلبث أن ينسلخ عن هويته
و لا يمتلك بذلك ناصية الحرية بل سيهوي بنفسه في أغلال التقليد الأعمى لا غير
في انتظار عودتك شكرا لهذا الهطول الأوّل لحرفك النقي