السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحيّة تقدير لك شاعرنا الجميل
قرأت و تتبعت الآراء المسجّلة هنا و كانت جلّها تصب في نهر واحد هو إرجاع الأسباب للخمر
أو الإدمان أو كما أضافت شذى الانحراف عن الفطرة السويّة ... لكن أظن أننا لسنا هنا بصدد
مناقشة الأسباب بقدر ما نحن مطالبون بإيجاد منفذ أو مخرج لتلك القضية الشائكة فأنت
طلبت الحل بنهاية موضوعك ..
لا أوافق من قال هنا بأنّ مثل تلك القضايا لا تحدث ... عذرا بل هي واقعة للأسف
و تشهدها مختلف الأسر بل المجتمعات المسلمة ، و قد سمعت و عايشت الكثير منها في
مجتمعنا الجزائري و غيره ...
أن يُعتدى على البراءة بتلك الوحشية أمر تنتفض له الروح فكيف بالمعتدي إن كان أبا
لا حول و لا قوّة إلا بالله ...
هناك حالات لم يكن للخمر أو للإدمان دخل في حدوثها بل لشهوة في نفس ذاك
المفترس بعيدة عن الاعتدال و لعلّ ما يعترض تلك النفوس من مشاهد ابتعاد عن الحشمة
و الحياء أكبر دافع لنموّ تلك الأفكار الخبيثة في الذات ، ثمّ أين الأمّ من كل ذلك ؟؟ يقع على
عاتقها العتب الأكبر فهي المتكفّلة بتنشئة بناتها و تحصينهنّ و تعريفهن بجسدهن و حقوقه
عليهن .. ثمّ أنه عليها أن تكفي زوجها حاجة البحث و السؤال خارج دائرتها و لن أدخل في
تفاصيل أكبر هنا فذو اللب يفقه ما أقصد
سيّدي الفاضل الاعتداء الجنسي على الطفلة من قِبل والدها لا حلّ له إلا أن تتكفّل كل
أسرة و هي اللبنة الأساسية قبل مناهج التربية و التعليم في تعريف الطفل بجسده
و من يحقّ له الاقتراب منه و ما يجب عليه احترامه وفقا لمبادئ الدين ... و لنا في الشريعة
ما يكفينا ذلك ، فأين نحن من احترام الاستئذان في الدخول على الطفل و هو يرتدي ملابسه
و أين نحن من اللباس المحتشم للفتاة و هي تنمو أمام أعيننا ؟؟؟
بالله عليك أفبعد هذا نتساءل و نضرب أخماسا بأسداس ؟؟
ضرورة الحديث عن الثقافة الجنسية أراه من الحلول المتجذّرة أيضا لتكون بداية الوقاية
و العلاج قبل حدوث المصيبة و آثارها ، كما علينا أن نحتوي الأطفال المعتدى عليهم
و الاستماع لهم و عدم إهمالهم بحجّة أنهم لا يستوعبون .. علينا أن نزرع فيهم القوّة
و البذور السليمة لنحصد ما به نتجنّب العوارض غير المرغوب فيها ...
بعيدا عن التعنيف و نعم لاحتواء تلك النفوس البريئة ..
ذلك ما كان من رأيي و يبقى صوابا يحتمل الخطأ
احترامي لك و شكرا لمشاركتنا هذا الموضوع المهمّ