تحيّة نقاء تصافح أرواحكم أحبّتي ... إليكم بعضا ممّا كتبت منذ زمن
هل يحتاج التاريخ حقّا إلى مؤرّخين و باحثين مختصّين ، أليس التاريخ من صنع الشعوب و الأفراد
هل ترانا فعلا عرفنا كيف نؤرّخ للأحداث بترك بصماتنا الخاصّة في كلّ الأمور التي قمنا بها
و لا نزال مهما صغُر شأنها ؟
إنّ تلك البصمات الخالدة في التاريخ تحمل لنا عبر الزّمن شذى الفكر ، الحضارة و الثقافة
و بطولات أولئك الأشخاص الذين عرفوا كيف يسجّلون أسماءهم في دفتر القلوب و من ثمّ
العقول ....
و ليس الأمر مقتصرا على الأفراد بل على المجتمعات ، فكما أنّ الفرد يؤثّر في المجتمع من خلال
خصائصه و صفاته و كذا قدراته ، فإنّ للمجتمع دوره و أثره في صنع الأفراد ، و لا ننكر أنّ
للنّخبة ميزتها في تغيير مسار التاريخ و الشعوب بما تصنعه و تحمله من أفكار و تحدّيات
فمن منّا لا يعرف المصلح '' مارتن لوثر كنج " ذاك الذي وقف مناهضا للعنصرية بأمريكا
و دعونا لا نذهب بعيدا .. فمن منا لا يذكر " محمد عبده " و " جمال الدين الأفغاني " ؟؟
إنّ بصمات هؤلاء واضحة ، فهل عرفنا نحن كيف نؤرّخ لحياتنا و كيف نترك بصمة إبداع
أفلا
نبدأ بتغيير أنفسنا ..
همسات :
ليس التاريخ كتبا أو أوراقا صفراء ظلّت متراكمة و لا تزال في رفوف المكتبات ، إنّ
التاريخ
إبداع ، أصالة ، و تغيير ، تقدّم و تحديث .. ليس التاريخ قراءة سِيَر الماضين ، بل تدبّرا في تلك
القراءة و حسن الانتباه لأخطاء السابقين و الاستفادة من تجاربهم ..
إنّ التاريخ يبدأ منذ ولادتك أيّها الإنسان ,,, فعليك أن تعرف كيف تنمّي ذاتك ، روحك ، و فكرك
لتكون بصمتك واضحة و لا تظنّن الأمر يعني الشهرة أو حبّ الظهور بل إنه واجب المشاركة
في التغيير و تقدّم البشرية .. و لن يتمّ ذلك إلا في رحاب الله و نور هديه
ذلك هو التاريخ و تلك هي البشرية في بصمات اردت أن ترحلوا فيها معي ....
Fifi يوم 29 /05 / 2008