
صبآحكم / مساؤكم براءة تعانق أرواحكم النديّة أحبتي في منتدانا الغالي
همسة بداية :
كانت تلك الكلمات وليدة اللحظة ... لم أنقّحها فقط تركت العنان لقلمي كي يخطّ ما جاش به الخاطر
فاعذروا قصور المعاني .. و لتقرأوا ما كتبت
كتب درويش في قصيد بعنوان :
غريب في مدينة بعيدة
عندما كنت صغيرا
وجميلا
كانت الوردة داري
و الينابيع بحاري
صارت الوردة جرحا
و الينابيع ظمأ
_هل تغيّرت كثيرا؟
_ما تغيّرت كثيرا
عندما نرجع كالريح
إلى منزلنا
حدّقي في جبهتي
تجدي الورد نخيلا
و الينابيع عرق
تجديني مثلما كنت
صغيرا
وجميلا..
كنّا صغارا نرى الدنيا بمنظار البراءة .. نرسم في الأفق ابتسامات شقاوة
و ما لبثنا أن بدأت ملامحنا تتغيّر
لم تعد تلك العيون الصغيرة تلوّن الأيّام بالأبيض
لم تعد تلك الشفاه تقطر عفوية
باتت المآسي عنوان الدرب الذي تعانقت فيه أكفّنا يوما راكضين نحو الحقول
الأركان التي احتضنتنا في طفولتنا لا زالت كما هي
لم تتغيّر .. عتيقة كما عهدناها
تخفي بعضا من خربشاتنا ...
و تزفّنا الآهات لعالم مليء باللؤم
تسرق عرق جباهنا النقيّة أيادي العابثين
تغتال أرواحنا الغيرة .. و يعصف بنا الحسد
يرمقنا الخداع بنظرات حاقدة
لم تعد مدينتنا ذات المدينة
انهار جدار بيتنا العتيق ذاك
أجهضت السعادة على مشارف الحروب
لم نعد نسمع سوى صوت القنابل
و همس الرصاص يعلن رحيل الملايين
ما الذي حلّ بينابيع الأمل
هل ترانا تغيّرنا أم تراها الأيام تلوّثت بخربشات الكبار المقيتة
كنّا صغارا و تعلّمنا أنّ العيد حلوى و لعب
و الأذى ليس من فضائل البشر
تخنقنا اليوم أقنعة الكذب .. و نبتسم
يعتدي بعضنا على الآخر و نتفرّج و نمضي غير آبهين
صدّقوني لم نتغيّر ... لكن تعتلي وجوهنا شذرات إرهاق
دمتم كما تحبّون

Fifi يوم 26 / 12 / 2012