.. و حُبّنا الشعـــر ..
" قالها الشاعر في رثاءِ صديقٍ له .... يُدعى نبيل "
نموتُ ..
تغلبنا الأقدارُ ..
نفترقُ ..
نبيلُ .. لو عَقِلَ الفانون .. ما عشقوا !!
نمرُّ فوق سنين العمرِ أفئدةً ..
ظمأى .. يُعشّشُ فيها الشعرُ .. و القلقُ ..
و ننتهــي ... و تدورُ الأرضُ دورتها ..
و ننتهـــي .. و يعودُ الفجرُ و الغسقُ ..
كأنّنا .. ما ارتوتْ بالحُبِّ اكؤسنا !!
و لا تلوّى على أهدابنا .. الأرقُ ؟
و لا زرعنا دروبَ الليلِ أسئلةً ..
و لا مضينا مع الأسرارِ نستبقُ ..
و لا ذرعنا ضمير القفرِ قافلةً ..
يشدّها للسرابِ .. الخائنُ الأفقُ ..
كأنّنا ما عرفنا الشوقَ عاصفةً ..
حمقاء في الروحِ .. و الأعصاب .. تصطفقُ !!!
.
.
و ننتهــــي ....
جبهةً لليأسِ باردةً ..
و مقلةً .. لم تعُدْ .. بالحُبِّ تأتلقُ !!!!!!
.. .. .. .. .. ..
هلّا انتظرتَ الأخ المشدوهَ .. يحمله ..
فوق السحاب إليكَ الوجدُ و الفرقُ ؟؟
لو قبلةً .. يا شقيقَ الروحِ واحدةً ..
أظلُّ في دفئها .. بالحُبِّ أحترقُ !!
لو نظرةً في حدادِ البيت .. تُومضُ لي ؟
لو ضحكةً ... في وجومِ الجرحِ تنطلقُ ؟؟؟
لو اعتنقنــا ..
و يبكي الوهم روعته ..
و كيــــف و القبر ملء الكون نعتنقُ ؟؟؟؟
.. .. .. .. .. ..
وقفتُ .. طفلاً
أمام الموتِ خدّرهُ ..
عجزٌ .. و عربد في استسلامه حنقُ ..
أودٌّ لو فرّ عقلي من حقائقهِ ..
أودُّ .. لو صحتُ " ما قلتوه مُختلقُ !!! "
و يهـــدر الصمتُ في سمعي ..
فيوقظنـــي ..
و أنظرُ الأوجهَ الثكلى ...... و أنسحقُ
و يهمسُ النّاسُ ...
" أمرُ اللهِ ... حكمتهُ ..
مصيرنا الموتُ ... هذا دربُ من خُلقوا "
" صبــراً " ..
و تجذبني الأيدي معزّيةً !!
" صبــراً " ..
و أمضغُ بركاني ..
و أختنـــقُ !!!
.. .. .. .. .. ..
حملتُ جرحيَ .. دنياً .. أنتَ فرحتها ..
و جنّةً ..
أنتَ فيها الظلُّ و الألقُ ..
و جئتُ أيّام لُقيانا أباركها ..
و غبتُ في لحظاتِ الأمسِ ..
أستــرقُ ..
الليل ..
و النــدوة الغرّاء عامرةٌ ..
البحرُ .. و الصيدُ .. و الجذافُ .. و الشفقُ ..
و جولةٌ في مصيرِ الكونِ ضائعةٌ ..
يقودنا في دجاها فكرنا القَلِقُ !!!
لا ينتهي جدلٌ ... إلا إلى جدلٍ
لا السرُّ بـــان ...
و لا الآراءُ تتّفقُ ؟؟؟
و الشّعرُ ... " لا تعذليهِ " تلتوي ألماً ..
و " جادك الغيثُ " لحنٌ .. حالمٌ .. نزِقُ !!
و أنتَ من بسمةٍ بالبشرِ صاخبةٍ ..
إلى شرودٍ .. على المجهولِ يرتفقُ !
حملتَ في صدركَ .. الدنيا بأجمعها ..
و ما تململتَ حتّى خانك الرمـــقُ ..
و عِشتَ معضلة الإنسانِ ... موقفه ..
صُموده ..
جرحه بالشّكِ ينبثقُ ..
ما المجدُ ؟
وهمٌ يظلُّ السخف يعبدهُ ..
ما الكبر ؟
اسطورةٌ أوحى بها الخرقُ ..
المجد ألّا يضمّ الليلُ جائعةً ..
المجد ألّا تُغطّى طفلة خِرقُ ..
المجد أن يهزم الإنسانُ طينتهُ ...
فلا حروبٌ ..
و لا ذُعرٌ ..
و لا فِــــرَقُ ..
المجد في عالمٍ من يأسِ حيرته ..
من سقمهِ ..
من قيودِ الموتِ ينعتقُ ..
.. .. .. .. .. ..
أراكَ في وجهِ لُبنى ..
في ابتسامتها ...
أراكَ في دمعِ ليلى .. ليس يندفقُ ..
أخيّ !
كيف حسبتُ الموتَ فرّقنا ؟
و حبّنا بخلودِ الدهرِ مُلتصقُ ؟؟
و حبّنا الأفقُ ..
لا تفنى كواكبه ..
و حبّنا البحر .. لا يجتاحه غَرَقُ ..
و حبّنا الأرض يطوي الثلج نضرتها ..
و في الربيع .. يعودُ العشبُ و الورقُ ..
و حبّنا الشعر ..
لا تنهار قافيةٌ ..
إلا و إبداع أخرى غيرها النسقُ ..
د.غازي عبد الرحمن القصيبي \ ديوان معركة بلا راية






رد مع اقتباس