امرأة الفقيــد





لـم لا تعـود ؟
وعــاد كل مجاهـــدٍ ...
بحُلى (النقيبِ) أو انتفاخ (الرائدِ) ..



ورجعــت أنت
توقعــاً لملمتــه
من نبضِ طيفكَ واخضرارِ مواعدي


وعلــى التصاقك باحتمالــي أقلقتْ ...
عيناي مضطجع الطريق الهامدِ ..

وامتـدّ فصلٌ فـي انتظاركَ ..
وابتـدا ...
فصـلٌ ... تلفّـع بالدخـــانِ الحـاقـدِ ..!

وتمطّت الربــوات ...
تبصق عمرَها ...
دمَهـا وتحفــرُ عـن شتــاءٍ بائــدِ !

وغــداةَ يـومٍ ...
عــاد آخـر موكبٍ ..
فشممتُ خطوكَ في الزحامِ الراعدِ

وجمعـتُ شخصكَ ..
بُنيةً وملامحاً ...
مـن كل وجــهٍ فـي اللقاءِ الحاشـدِ ...



حتـى اقتربت ...
وأمّ كلٌّ بيتَــه ...
فتّشـــتُ عنكَ بـــلا احتمـال واعدِ !

:::::::::::::::


من ذا رآك وأيــن أنت؟
ولا صدًى ...
أومـا إليــكَ ... ولا إجابـة عائدِ

وإلـى انتظار البيتِ ...
عـدتُ كطائـرٍ ...
قلقٍ ... ينــوءُ على جنـاحٍ واحــدِ ..!


لاتنطفي ياشمس ..
غابــات الدجـى ...
يأكلـن وجهــي يبتلعـن مــراقدي

وسهدتُ والجـدران تصغي ....
مثلما ....
أصغي ... وتسعل كالجريح الساهدِ ..!

ومغـازل الأمطار تغسلُ شارعاً ...
لـزجاً حصاه مـن النجيع الجـامـدِ

وأنــا أصيــخ إلى خُطاك ...
أحسها ..
تدنــو ... وتبعــدُ ... كالخيال الشـاردِ ..!


ويقــول لي شيء بأنكَ لـم تعـد ...
فأعـوذ من همس الرجيم المـاردِ !!!

::::::::::::::::::::::::

أتعـود لي ؟
من لي ؟
أتدري أنني ..
أدعــوكَ إنــكَ مقلتايَ وساعـدي ..

إنّـــي هنـا ...
أحكي لطيفكَ قصّتي ...
فيعــي ... ويلهـثُ كالذبــالِ النــافـدِ ..

خلفتنـي وحــدي ...
وخلفنـي أبـي ...
وشقيقتــي ... للمـأتــم المتـــزايــدِ ..!

وفقدتُ أمّــي ...
آه يــا أمُّ افتحــي ...
عينيــكِ ... والتفتــي إلـيَّ ... وشاهدي

وقبــرتُ أهلي ...
فالمقابر وحدها ...
أهلـي ... ووالدتي الحنون ووالــدي ..!!


وذهلتَ أنتَ .. أو ارتميتَ ضحيّةً ....
وبقيتُ وحــدي ... للفــراغِ البــاردِ ..

أتعــود لــي ؟
فيعبّ ليلــي ظلّــه ...
ويصيحُ في الآفاقِ : أين فراقدي ؟







الشاعر اليمني \\ عبد الله البردوني