الإخبارية..الساعة الثانية ظهراً
.
.
سؤال اليوم:
ماذا ينقص منطقة جازان؟
.
طرحت مايكات الإخبارية هذا السؤال بشكل عشوائي على عينة من المواطنين في منطقة جازان
وهي بهذا تدعم فعلياً القول الذي يرى أن الإعلام هو صوت المجتمع.
.
.
فكيف كان صوت المجتمع؟
المؤسف الذي يندى له الجبين
هي أن الإجابات التي قدمها المواطن لم تكن "دقيقة " بالقدر الذي يفترض أن تكون عليه!
وخرجتُ بعد سماع آرائهم بنتيجة لا تسر البتة
اللقاءات أثبتت أن المواطن الجيزاني لا يعرف بالضبط مالذي يريده؟!
ولا يدرك إلى الآن مالذي ينقص جازان فعلاً!!!
.
.
.
صحيحٌ أننا نفتقر إلى أشياء كثيرة ومتطلبات جمة ونعاني من هذا الفقد صباح مساء
إلا أن "المعاناة من الشيء " لا تعني بالضرورة " الوعي بكنهه"!
.
.
من أقوالهم:
7
7
7
أحدهم أجاب بأن المواطن الجيزاني تنقصه " الرفاهية "
!!!!
عجباً ياهذا..أي رفاهية هذه التي تتحدث عنها ونحن لا زلنا في طور تلبية المتطلبات الرئيسية
كالماء و طرق المواصلات وتطوير التعليم؟!
لازلنا نبعدُ مئات الأميال عن الرفاهية لدرجة لا تسمح لنا بمجرد "الحُلم بها"
.
.
.
اثنان أو ثلاثة ممن طرح عليهم السؤال طالبوا بإعادة هيكلة وبناء البنى التحتية للمنطقة
.
.
.
اثنان تقريباً ذكروا في مجمل كلامهم كلمة أثارت حفيظتي حين قالوا :
" منطقة" صبياء!
و " مناطق أخرى" !!
قاصدين بذلك الإشارة إلى بقية المحافظات !
يؤسفني أن أسمع مثل هذه المفردة في غير موضعها.
.
.
.
أحدهم للأسف ردد أربع كلمات .. مرتين!
قال " تنقص جازان أشياء كثيرة"
" أشياء كثيرة تنقص جازان"
!!!
كنتُ أتمنى أن نستغل هذه الفرصة ونسرد البعض القليل من هذه الــ " أشياء الكثيرة"
لكننا للأسف تفاجئنا بالسؤال حد الصدمة
ففقدنا توازن الكلمات والأفكار أولاً.
ربما لأننا اعتدنا الصراخ دون صدى..ففقدنا قدرتنا الفطرية على الحديث!
وقد أعذر صاحب هذه الإجابة لكونه كبيراً في السن إلى حدٍ ما
لكن العتب كل العتب على البقية ممن طُرح عليهم السؤال من فئة الشباب المتعلم.
.
.
.
أحدهم كاد أن يقول : وماذا لا ينقصها؟!!
لكن بإتيكيت واضح..ثم تدراك حروفه في آخر لحظة
.
.
مواطنٌ آخر لا أذكر اسمه الآن أجاب بمنطق وواقعية أعجبتني جداً
للدرجة التي تهيأ لي أنه علم مسبقاً بأنه سيأتي اليوم الذي يُسأل فيه هذا السؤال
أذكر من رده : من أقل ماتحتاجه المنطقة إيجاد حلول لتصريف المياه الناتجة عن الأمطار
وأشار بيده إلى "مثال حي" على الكارثة في أحد الشوارع إلا أن " كاميرا البرنامج" لم تُعر حركة يده اهتماماً !
.
.
.
بعضهم طالب بالمواصلات والمستشفيات والمدارس في القرى النائية
البعض اشتكى من الطرق المفضية إلى " صبيا"
والبعض الآخر لم أخرج من كلامه بجوابٍ يشفي أو يحلل!
.
.
.
أعودُ لما أردتُ قوله وهو أن الأغلبية الغالبة فشلت في ترجمة "الواقع " إلى " كلمات"
وتحويل "علامة الإستفهام" إلى " نقطة " بعد جملة موزونة.
.
.
.
النغمة السائدة التي سرت في أصوات العينة تمزج بين " المرارة" و " الأسى"
وتاهت بهم الطرق على مفترق الشتات!
.
.
.
كل التعبيرات المرسومة كانت تتذبذب
بين " دهشة " و " ارتباك"
والبعض القليل كان بحق مرآة للمجتمع
.
.
.
بقي أن أشكر " الإخبارية" على هذه اللفتة لعلها تؤتي أُكلها ولو بعد حين
ورجاء متفائل بأن يكون صوت المواطن أكثر وضوحاً و أشد اتزاناً في المرات اللاحقة
دمتِ ياجازان .