يوميات جريء (مقامة جيزانية)
ياسادة يا كرام.....الوضع ليس تمام يبكي:
صاحبنا الجريء...يقول: من سيُلام؟ حيرة:
,
,
تجرأ المسكين وكتب في ورقتين .... إلى من يهمه الأمر...نحن نذوق المر
الكهرباء انطفت....وأنوار المدينة اختفت
بتنا نصحو وننام...والحر يطبخ الأجسام![]()
رمينا العقال والغترة...ونسينا التكييف من فترة
نتصل على الكهرباء... فيقولون: (غداً تتحسن الأجواء
المطر خرب الأعمدة... والتصليح جارٍ على كافة الأصعدة)
وفي موسم الأمطار... تكثر الأعذار..وبعد شكوى وتعب..نتهم المطر بــ (التخريب والشغب)!
,
,
نظر الجريء نحو ذلك المبنى .. فلمح الوزير يطل من أعلى
كان في مهمة رسمية... تطلبت منه جهوداً فتية.. كان يدرس كيف يبدو الناس من فوق..هل هم صغار حقاً أم قد شبوا عن الطوق؟
فأصدر الوزير على وجه السرعة... قررنا نحن ذوو الشأن والرفعة غمزة:
أن ننتقل إلى مبنى أرقى..ومن هناك ستصدر الفتوى
وتوصلنا لنتيجة مفادها..أن العامة بسوادها..لا ينظرون إلا للأعلى..رغم أنهم يعرفون أن البقاء للأقوى!
*
*
التفت الجريئ حوله..وقرر أن يستطلع ما حوله
فاشترى جريدة الصباح...لعل فيها تعييناً لأخته سماح![]()
قد كان عهده بسعرها ريال! تغيرت أحوالنا من حال إلى حال! ضاحك:
تصفح الجريدة في لحظات...واستقرت عيناه على صفحة الإعلانات:
مكتوب فيها بأصغر خط...فلان بن فلان..ما رسب في حياته قط...تخرج منذ عامان..من كلية المعلمين في جازان.. غمزة:
فقد وثيقة التخرج الأصلية.. مختومة بختمة من عمدة الكلية
وعلى كل من يلقاها ..أن يبلها ويشرب ماها! يبكي:
*
*
استمر الجريء في المسير..فلمح في السوق جمعاً غفير
سأل عن سبب الجمهرة .. هل صارت حريق أم مجزرة؟
فحدثه غريب عن المدينة.. وجهه يشع بالنور والسكينة:
رأيتهم إثنين...تقاتلوا في سوق الإثنين
التقطوا محفظة ورأيتهما يركضان..أحدهما مدمن والآخر سكران
لم نرهما وهما يسرقان....رأيناهما يقتسمان!
وأعقب الغريب ... في الدنيا شيئ عجيب:
كل منكر أضحى...على مسمع ومرأى!![]()
*
*
*
لابد من تفاؤل...كما يقول القائل : إن الحياة متعبة... والعدل فيها زائل
وواصل ابن العرب...مسيره في اللهب..
يسأل عن حقيقة..أعياه منها التعب
استوقف صاحبنا شحاذا مهذب...سأله أي طريق إلى المستشفى أقرب
تفاجئ المسئول ..وقال في ذهول:
إن كنت تطلب تيجان الصحة
فاشتر حبوباً و دواء ...ومن عندي قارورة ماء حيرة:
أما هذا المستشفى... فاذهب إليه لتشقى
ولو قالو لك : تنويم أو عناية
فستطول بك الحكاية
وقد ينتهي بك الأمر... إلى موت (قدر)
الحال في هذه المستشفى مهلكة
فلا تلقي بأيديك إلى التهلكة
*
*
*
رغم سنين الغربة..من الجنوب للشمال...ظلت بقلبي رغبة..أن تنهض الأحوال
كيف أمني النفس .. أن تصلح الأخطاء ويومنا والأمس..يعيش في فوضاء؟!
يقول بعض الناس..نحتاج للأساس يقول بعض العامة..رؤوس المال هامة
أقول مثل أخينا...نحتاج في المدينة..للوعي والإسهام...للعقل والإقدام..![]()
...
وأنتم ماذا تقولون ؟؟ مالذي نحتاجه فعلاً للرقي بجازان؟؟