مــاذا أقــولُ وقــد أتــــانيَ جمعــةً
خبـــرٌ أليــــمٌ هـــزَّني ونَعــــاكِ ؟
فُجِـــعَ الفــــؤادُ وضَــجَّ من خفقاتِــهِ
واستــذرفَ العَبــــراتِ حيـــنَ بَكــاكِ
وخطـــوتُ مُرتجِـــفَ الفرائِــصِ .. والرَّدى
في عــــالمِ الملكــــوتِ قـد غشَّــــاكِ
ونظــــرتُ للجَسَـــدِ المُيـمَّمِ قِبــــلةً
وبكيــــتُ لمَّـا أُغمِضـــت عيـــــناكِ
والصَّفــوُ فـي ذاكَ المُحيَّـــا مُشــــرِقٌ
والطُّهــــرُ مــن أنــــوارهِ وافــــاكِ
وإلى جبيـــنكِ قــد دنـــوتُ بقبــــلةٍ
والدمــــعُ مـن أكفـــــاِنِه سجَّـــاكِ
وربطُّــتُ جأشـــي واحتسـبتُ مُصيبـــتي
والنَّعــــشُ محمـــــولٌ إلى مثــــواكِ
ونزلـتُ قبــرَكِ والأســى حــولي .. وقلـ
بـي في الثَّــــرى بالحُــــزنِ قــد واراكِ
ورجعــتُ مكســورَ الخواطِـــرِ .. والنُّـهى
والقلـــبُ قـد هــاما مـــع الأفـــلاكِ
يـا ربِّ واجبـــر كســــرتي في خطــوتي
وارحــم دمـــوعي في نهــــاري البــاكي
أُمَّـــاهُ إنِّـــي مؤمِــــنٌ حتَّـــى وإن
عّــزَّ اللِّقـــــاءُ ، ولم أعـــد ألقـــاكِ !
أُمَّـــاهُ يـا أُمَّـــاهُ يا نبـــضَ الحَشــا
مــا زالَ في قلبـــي رفيــــفُ نَـــداكِ !
مـا زِلتِ في روحـــي نســــائِمَ نفحـــةٍ
وظِـــلالَ حِسٍّ من صفـــــاءِ فَضــــاكِ
مـا زالَ همسُـــكِ في رِحــــابي خـــافِقاً
وبكــلِّ شِبــــرٍ يحتــــويني صَـــداكِ
مـا زِلــتُ أرنــــو لابتســـامتِكِ الَّــتي
مـــلأت حيـــــاتي من نعيـــمِ مُنــاكِ
هـل تذكريـــنَ الأمـــسَ يا أُمَّـــاهُ طِفـ
لاً ؟ .. كنــتُ ألهـــو أعتـــلي يُمنـــاكِ !
وشبــــابيَ المغمــــورَ حيـــنَ لبِستُــهُ
أضحيـــتُ غُصنــــاً مُزهِـــراً بِحِمــاكِ
والفرحــــةُ الكبـــــرى التي تجتـــاحُني
بعــدَ الغيــــابِ متــى رغِبــــتُ رؤاكِ
رمضـــــانُ يا أمِّـــي سيمضــــي دونما
نستطعِــمُ الأوقــــاتَ قُـــربَ ســـناكِ
وبمتعــــةِ الإفطــــارِ لن نَهْنـــا وقــد
غابــــت أطايـــبُ مـا تَعُـــدُّ يـــداكِ
والعيـــدُ يـا أُمَّـــاهُ كيـــفَ نعيشُـــهُ ؟
والبيـــتُ خـــالٍ من أليــــفِ خُطــاكِ
أُوَّاهُ يـا أُمَّــــاهُ هــــذي دمعــــــتي
قلبـــــي وروحي والعيـــــونُ فِـــداكِ
أُمَّـــاهُ مـا مَــرَّ الزَّمــــانُ ومـا انقضـت
أيامُــــنا الثَّكــــلى فلـــن ننســـاكِ
* * *
الجمعة .. 8 / 9 / 1433 هـ