أبو عريش *


( أبو عريشٍ ) وفيــكِ الحُســنُ كالسِّـــحرِ
آتٍ إليـــكِ مع النِّســــماتِ يا عُمــري

آتٍ إليــــكِ وللأشــــواقِ مُمتطيـــاً
أهفــو بقلبــي ، وحـبٍّ طاهــرٍ عُــذري

آتٍ إليـــكِ وقـد أمســى الهــوى طـرِباً
في داخلــي نغمُــهُ بين الحَشـــا يســري

آتٍ إليــــكِ أنـا في دُنيــــتي شجَــنٌ
قد هـامَ في خاطــري ، وانثــالَ في شِعْــري

قـد جئــتُ من شاطِــئِ المرجــانِ مُنتشـياً

أُهديــكِ نِسماتِـــهِ من زُرقـــةِ البحْــرِ


يشـــدُّني بالمُــــنى يا مُنيـــتي ولَــهٌ
والأُنـسُ في مُهجتــي خفــقٌ علـى فِكْــري

يا ربـَّـةَ الحُســنِ ما أحـــلاكِ في نظــري
زهــــراءَ فاتنــــةً ، بسَّــامةَ الثَّغــرِ !

إنّي رأيتُـــكِ بالأحــــــداقِ كاذيـــةً
أزهـــارُها أشـــرقت في خِصــلةِ الشَّــعْرِ

واحــاتُكِ الخُضْــرُ في الآفـــاقِ ساميـــةٌ

أرائِـــكٌ وُشِّـــحت بالنَّبــتِ والزَّهـــرِ


ردائــمُ الفُــلِّ في أرجــــائها انتشـــرت
تُذكــي زُهيــــراتُها نفحـــاً من العِطْــرِ

والشَّـــــارُ يرنـــو إلى الوِزَّابِ في ألَـــقٍ

والياسميـــنُ الـذي من فيــــضهِ يُثْـــري


( أبو عريـش ) التــي أضحـــت بخاطِـــرَتي
عِقــداً من الفُلِّ ، مجــــدولاً على صـــدري

فيها الروابـــي التي تســـــبي مفاتِنُــــها
كلَّ العقـــولِ جمـــالاً ، دونـما تــــدري !

تلك المــــروجُ التي تختــــــالُ زاهيـــةً
جـــداولُ المــاءِ في أحضـــانِها تجــــري

والطيـــرُ في ظِلِّـــها تســـــمو مُرتِّلَــةً
تتــلو تسابيـــحَها ، في طلعــــةِ الفجـــرِ

بالحُــبِّ كـم غــرَّدَ العُصفــــورُ مُبتــهِجاً !

تُجيـــبُهُ بالهــــوى ترنيـــمةُ ( القُمْــري )


وبيـن أغصــــانِها كم نَسمـــةٍ شرَعـــت !
تُعــــانقُ الزَّهـــرَ في صفـــوٍ وفي طُهْـــرِ

والغيـــمُ يهفــو علـى الأجـــواءِ يُلبِسُـــها
من البهــــاءِ وِشـــاحاً ســــاميَ القَــدْرِ

( أبو عــريشٍ ) وأنــتِ الحُـــبُّ مُرتحِــــلاً
في داخلـــي بالصَّـــفا والسَّعـــدِ والبِشْــرِ

مهما وصفتُــــكِ يا حســـناءُ ما اكتمـــلتْ
روايـــتي فيـــكِ ، أو منظـــومةُ الشِّـــعرِ !

* * *



* محافظة أبو عريش