السلام عليكم .."
موقفٌ مضني للتفكير .."!
مرهقٌ للإنسانية .."!
اللهم لك الحمد أولاً وآخراً .. وظاهراً وباطناً ..
" اللهم أدم نعمك علينا فقد اكرمتنا بما لانستحق "
في يومٍ بعد ظهيرة يومها .."!
بعد أن تناولت وجبة الغدا هممت أن أشرب قهوة في إحدى الكافيهات .."
أخذت قهوتي وسرت قاصداً مواقف السيارات .."
وكعادة وحيد " يتفكر في حياته " مواقفه " توجهاته المستقبلية .."!
أو حتى تفكر في اللاشيء ..! فقط عبث الصمت بفكري .."!
همس طفل ..!
أجبت فتوقفت ..!
كانا طفلان .."!
لايظهر عليهم أنهما متطفلان " لأن العادة جرت أن نعرف الأطفال المنغمسين في مهنة الشحاذة وسلب الأموال وذهابها لمن لايستحق .."!
لباسهم كان نظيفاً .."!
لكنه عتيق ..!"
سألت فخجل الأول وصمت الآخر "
وليس لتشويق أنقل لكم المشهد بل والله هذا مارأيت "!
تصادمٌ بينهما كلٌ يدفع الآخر ليقول .."!
قال أحدهم أعطنا ولم أسمع قيمة المبلغ "!
أقتربت منه قلت كم تريد؟ " بصراحة كنت أشك أنه متطفل حين سألته "!
قال بس أثنان "! " two "
ونظر لصديقه .."!
عفوية سؤال .."!
حين تفكرت في حالهما ..!
أخرجت محفظتي وللأسف لم يكن فيها مبلغ كبير .." أعطيتهم ما أراد الله "!
وعدت لنفسي ولك وللآخر ..!
كم هو محزن منظر البئس على ملامح الأطفال ..!
حتى البراءه تزول وتنبري من صرامة وطأة الفقر ..!
وترتسم فقط صورة الفاقة وظهور الحاجة على ملامح البئساء..!
كيف لو كنت أنت ذلك الطفل ..!
ربما أباه بلا عمل ..!
أو ربما يتيم أو مسجون الأب ..!
لم يريدان بها العبث !!
ريالان تعني له زجاجة عصير ..!
أو قطعة بسكوت..!
المنظر لايوحي أنهما محترفي تسول ..!
بل عفوية سؤال ..!
أجبرتهم أن يلتصقا ببعض حتى تدفع أحدهما كي يتحدث ..!
يا أخي متى سنشكر الله !!
متى سنقول اللهم لك الحمد فعلاً لا مجرد قول .."!
لديك وظيفة أو دراسة" وحتى ولو كنت عاطلاً هناك أبٌ أو أخٌ أو أمٌ قد وفروا لك الكثير مما تحتاج ..!
ولكن لانشكر ..!
لانذكر الله "
من عافانا من السقم ..!
ومن الفاقة والعوز ..!!
من كتب لنا الفسحة والسعادة .."!
ويأتي وقت الصلاة ولا نصلي ..!
ومع ذلك لايحرمنا من نعمة الطعام .."!
فنجد الغدا والعشاء .."!
وحين نختلي بجهاز الدش والكمبيوتر نرى ملا يرضاه !!
ونسمع كل مايبغضه ..!
ولا نفكر أنه قادر على زوال تلك النعم !
وتجريدك منها في لحضة وليس في زمن ..!
يامن تشعر أنك أنت من جلب الرزق بجهده .."! " أفعالك تقول "!
سؤال "
من جعل لك لسان ينطق فتتخاطب مع البشر فتسعى لنيل مكاسبك..!
وعين ترى الطريق فتسير بها إلى عملك وإلى عالم الحياة .."!
وعقلٌ يفكر وقلب ينبض وحواس تتلمس ..!
وأمٌ وزوجه وأولاد تحيط بهم الصحة .."!
هل فكرت يوماً أنها قد تزول ..!
صدق الله حين قال " فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.