حي الخزان وسط مدينة الرياض وما قبل الدراسة
كل ما أذكره من تلك الطفولة وجنونها البرىء
وكم كنت اعشق الجلوس على عتبة منزلنا وأراقب شقيقي الأكبر
محمد الله يمسيه بالخير وكل ما يقوم به من لعب لا يتجاوز ذلك
الزقاق الضيق .

في يوم من الأيام وكعادتي كنت أراقبه وشدني ما كان في يده
رغم جهلي بذلك الشيء إلا أني كنت أحاول أخذه منه
وكان يصيح عليّ دوما ( يا فاغر نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ) لم أكن أعرف معناها
وهاتك ضحك برىء على بالي يمدحني

المهم مع متابعتي اليومية له بدأ التخطيط من العقل المدبر
لشن حملة إرهابية على البلدية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وبالطبع أنا المنفذ

في السابق كان أعزكم الله يضعون أمام المنازل صناديق للنفايات
كتلك التي توضع داخل المنزل ولكن حجمها أكبر من البلاستيك المقوى
فنادى وقال تبغى تلعب ياعيون البومة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وأنا مُبحجر
( أي مفنقل عيناني )ومركز على ما يحمله في يده

المهم بدأ التعليم فأشعل أول كبيرت نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وحرق ورقه
وأنا أضحك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي واستمرت الدروس ولكني شعرت بالملل
أردت حدث أكبر من إشعال الورقة

فتغافلته وحصلت على الكبريت وبدأت أتفنن في براميل
الجيران وأراقبها وهي تحترق وتأكلها النار

حتى صاحت جارتنا ( منيرة ) الله يرحمها حية أو ميته
وهي تنادي يا أم محمد إلحقي عيالك المصفّق نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أي المهابيل

محمد ما أدري وين طس ما شفت إلا غباره
أما أنا حملت كبريتي وإلى مطبخ
الوالدة الله يرحمها كان هناك مخبأ سري ورى دولاب المواعين
وحين شعرت بالإطمئنان بدأت العبث مجدداً

وبدأت لعبتي وقدر الله ولطف أن أشعلت النار وخرجت
وكانت النتيجة إحتراق المطبخ ومخزن وغرفة

فحملتني والدتي وهي تصيح وحضر الدفاع المدني
وبعد أن هدأت الأمور والعقل المدبر يضحك على أخيه الفاغر
ووالدتي قلبها ينبض خوفاً على طفلها وتحمد الله على سلامته

جاءت لحظة ردة الفعل المتأخرة فحملت تلك الملعقة ووضعتها
على النار في مطبخ جارتنا ( منيره ) وبعد أن تأكدت
بأنها سوف تترك أثر حملتها ووضعتها على يدي اليمنى
لأصيح وأنا جاهل بسبب فعلتها .

ولكن لم ولن أنسى نظرتها وضمها لي وذلك البكاء
بعد أن رمت الملعقة وهي تقول : سامحني

ويشهد الله لم تتوقف كلمتها هذه حتى فارقت الدنيا
رحمها الله وكنت أقول لها بعدما كبرت هذه أجمل هدية منك
يا أمي .

ربما هذا الجنون الطفولي الوحيد الذي
لا زال راسخاً في عقلي .

الصفحة القادمة :
النابغة الذبياني وقصة عبدالله بن عبدالعزيز العمير