تحيّة عطرة أحبتي ...
همسة بداية : لست ممن يحسنون تنميق الكلمات لكني أدرك تماما حجم إحساسي بما حولي سأدع لكم الصورة فتمعّنوا ...
وقفت مطوّلا أتأمّل ملامحا عاث فيها الزمن ساخرا
أيّ قسوةٍ تلك الممتطية صهوة الغرور
و أيّ بؤس ذاك الكامن في زاوية جسده النحيل
لم أشأ أن أقترب كثيرا لئلا أفزعه
كان هدوؤه غير معتاد ... ليس بالسكون المرغوب و لا المهيب
هدوء ليس خالٍ من ترنيمات الوحشة و الأسى
ربما دفن رأسه الصغير ذاك خشية أن يلحظ المارّة خربشات القهر الصارخة
أو لربّما هو يفكّر الآن في حلّ للهروب من القدر ... و هو يدرك جيدا أن لا مفرّ
لست أدري بعدُ هل أحزن ... هل أواسي نفسي .. هل أستمرّ في صمتي المقيت
اقتربت أكثر فأكثر دون أن يلحظ ذلك
سمعته يحدّث نفسه في همس خافت ...
أيا نفسُ أيرضيك منا هذا الحال
إلى متى سأعدك بالهوان و بالمثل تفعلين ؟؟
أيا كفّ ألا تُشلّين فتوصدين درب السؤال اللعين
أيا قلب أفلا تعلن تمرّدا كثورة فيدرك من حولنا أنّهم في سبات
يآه ما أقساها تلك اللحظات
بائس واحد .. طفل مرهق ... قدمان مثقلتان
نفس كريمة و قلب شامخ ...و حياة غير منصفة
غيره يوجد المئات بل الآلاف ؟؟
يا إلهي ما ذاك البرد المفاجئ الذي حلّ بأوصالي
قشعريرة تعلو أطراف جسدي الذابل
دمعة وجع تنحدر على مشارف الوجنتين تقهرني
ما ذنبه ذاك المسكين ؟؟
هل تراني مثلهم أعاني صمما ؟؟
يا ربُّ هل سنُأخذ بذنب هؤلاء ...
يا ربُّ رحماك
///
غادرت المكان ... و لم يغادرني همس ذاك الصبيّ
و اليوم أرقب ذاتي فأدرك كم هي قاسية ....
Fifi يوم 04 / 02 / 2013