مهمة التثقيف الرياضي

ومهمة التثقيف الرياضي تقع على كثير من الجهات، بجانب اللاعبين أنفسهم، هناك إدارات الأندية والمنتخبات والإعلام الرياضي والحكام والمدربون والمشجعون، بل نستطيع أن نقول قطاعات المجتمع كافة.

لكني هنا سأركز على الإعلام الرياضي؛ لأن الإعلام الرياضي هو مرآة وله القدرة على مخاطبة جميع القطاعات ورفع مستوى الثقافة الرياضية وزيادة الوعي والتعريف بأهمية الثقافة الرياضية، كما له القدرة الفائقة في التعريف بما يدور من أحداث وتطورات في هذا المجال والإعلام الرياضي يمكن أن يكون له تأثير مباشر وفعال في تغيير السلوك الرياضي وتطويعه، حيث يتلاءم مع العادات والتقاليد الرياضية السليمة.. ونشر الثقافة الرياضية.

وللإعلام الرياضي دور مهم ظهر بجلاء بعد انتشاره على نطاق واسع عبر القنوات الفضائية والإذاعية والصحف لرفع مستوى الثقافة الرياضية وزيادة الوعي الرياضي بين الأفراد وتعريفهم بأهمية ودور الرياضة في حياتهم العامة والخاصة، وتعرّف الفرد بما له وما عليه، كما يستخدم الإعلام الرياضي في تعريف العالم الخارجي بحضارات الشعوب؛ لما يعكسه من مقياس للرقي.

وفي ظل التقدم العلمي والتكنولوجي السريع في المجال الرياضي تبرز أهمية الإعلام الرياضي في تعريف أفراد المجتمع بما يدور من أحداث وتطورات.

فالإعلام الرياضي يستجيب إلى البيئة التي يعمل فيها لسبب التفاعل القائم بينه وبين المجتمع، فهو لا يتعارض من خلال ما يقدمه من رسائل إعلامية رياضية مع القيم والعادات والتقاليد السائدة في هذا المجتمع، ويقوم بعملية نشر الأخبار والمعلومات والحقائق الرياضية وشرح القواعد والقوانين الخاصة بالألعاب والأنشطة الرياضية، خاصة كرة القدم للجمهور بقصد نشر الثقافة الرياضية بين الأفراد وتنمية الوعي الرياضي بينهم. خاصة فيما يخص اللاعبين؛ فقد يغفل الكثير من لاعبينا عن أهمية التغذية والنوم في بناء الجسم، وقد يمارس اللاعب تمارين خاطئة تؤدي به إلى إصابة بالغة تنهي مستقبله الرياضي، وقد لا يقوم اللاعب بعملية الإحماء الجيدة قبل ممارسته الرياضة، وقد لا يقوم بممارسة التمارين الخاصة بتقوية بعض من أجزاء جسمه الضعيفة، وقد يقوم اللاعب بسلوك مشين يؤثر سلبا على أدائه وأداء زملائه اللاعبين بعصبيته الزائدة وبألفاظه غير التربوية والرياضية، التي ستكون حتما خسارة مؤلمة له شخصيا ولمن حوله من اللاعبين والمسؤولين، وكل هذا من صميم عمل المدربين، لكن اللاعب المثقف الملم بهذه الأمور يوفر على المدرب الكثير من الجهد الذي يبذله من أجل ترسيخ هذه المفاهيم في عقول اللاعبين، وحينما يتم تثقيف اللاعب بهذه الأمور عن طريق الإعلام فإن الإعلام يصبح شاهدا على ذلك.

كما أن ثقافة حكم المباراة تلعب دورا رئيسا في إنجاحه للمباريات التي توكَل إليه، خاصة تلك المباريات الحساسة والمهمة التي تتحكم في مصير أطراف تلك المباريات، ويجب أن يرتفع مستوى ثقافة بعض مسؤولي الرياضة الذين يتقلدون مسؤوليات ومناصب رياضية تحتاج إلى مستوى عالٍ من الثقافة الرياضية، وهي علم قائم بذاته تتقدم الرياضة من خلاله، بل هو أساس تطور المجتمعات الرياضية وغير الرياضية، ولا ننسى أن الإداري المثقف يستطيع أن يتصرف بحكمة في مواقف كثيرة تحتاج إلى المعلومة التي تذوّب فوارق كثيرة في هذه المواقف.

ويجب ألا تقتصر الثقافة العامة والمعرفة الواسعة على اللاعبين والجهازين الفني والإداري للنادي أو المنتخب، بل تتعدى ذلك وتعم الحركة الثقافية لتصل إلى كل المنظومة التي تعمل في حقل كرة القدم، بل في الرياضة عامة.