نصنع من أمنياتنا غيمات
تتكتل أعالي السماء
لتمطر خيباتنا الكبرى !
لا يزال هذا الليل محملاً بالكثيرِ من الوجع وملامح الغربة التعيسة وأشياء أخرى
أكثر من النجوم وأعظم مما تخبئة الصدور ..
لا يزال يُثير في أحاديثنا الصامتة ثرثرة الفِراق والخوف من الغد ذو الملامح الباهتة
التي لا تُرى بشكل جيد أكثر من السواد !
لا يزال في النفس متسعٌ لغربة لعينة لا تسمح باكتمال ابتسامة كاذبة أمام مرآة
لم تعد تصدقنا كلما ابتسمنا زوراً وبهتانا ..
لا يزال في أوراقنا حكايا لم يتمكن منها خريف السنين بعد , لم تزل أوراقاً أقوى من
انتصاراتنا الكاذبة التي نصفق لها دون ملل !
كيف يضيق هذا الكون ليصبح بحجم الكف في أيدينا أو اصغر ,
نفتش فيه عن قدرٍ كنا من أجله كم نسهر !
تهاوت أحلامنا هكذا كسماء تزخر بالغيمات وتُمطر ..
أيها العمر الراحل نحو الغد , تمهل , هب لنا من الدقائق ما يكفي
لأن نكون أفضل مما نحنُ عليه الآن , لعلنا نبتسمُ ونُميط أذى الخيبات
من طرقات وجوهنا فنغدو أجمل وأقل موتاً في ملامحِ الحياة !
أيها العمر الراحل نحو الغد تمهل , هب لنا من طرقات الحياة ما يشفع
لتعثر خطواتنا فنسلك بها ما ينقذنا من وجع الحياة !
كلما غرسنا في افئدتنا أملاً دهسته ألف خيبةٍ قبل حصاده ..
ماعادت في أيامنا قِبلةً تتجهُ للحياة وماعدنا نُغني للحياة !
الغُربة التي تنال من أعمارنا أنصافها , لا تهبنا إلا الموت والمنافي ..
لا شَيء يدمينا أكثر من الوجع المتستر خلف ابتسامات الرضا الجميلة ..
ولا شيء يجعلنا نشيب مبكراً أكثر من الصمت وتكدس الأحاديث على شفاهنا
دون حِراك ..
أيها الوطن البعيد هب لنا دفئاً لا يقسو علينا وأرضاً تمنحنا الحياة لا اليباب , وأحباءً دون
تعاسة الفِراق , وحباً دون وجع , دون فقد , دون سهر ..
أيها الوطن البعيد إننا نهبك من أعمارنا أزهارها فرفقاً بأزهارنا الذابلة , أيها الوطن البعيد إننا
نهذي دون أن نشعر , ونغرق دون أن نصرخ , ونموت دون أن نحيا , فهل يحدث أن نصفق
بيدٍ واحدة ! ماذا وقد حدث ؟
مما راق لوجدانيٌ