وهنا ياتي النقاش
( هل ترى إن تطبيق مثل هذا المشروع بتنظيم دورة للمقبل على الزواج مخصصة في الحياة الزوجية ومشكلاتها ستساعد بعد أرادة لله على الحد من الخلافات الزوجية

والعنف الأسري والتقليل من حالات الطلاق وبناء أسرة سعيدة يسودها الود والاحترام المتبادل ام إن الطبع سيغلب التطبع وسيبقى الحال على ما هو عليه ؟ )
إن أيدت هذه الفكرة أخي فإنما يكون تأييدي لها من ناحية واحدة فقط هي {الناحية التثقيفية}
فآدم طفلاً ينمو في أسرة غالبًا تتحفظ أمام الطفل عن ذكر أمور كــ هذه وترى أن هذه الثقافة لم يحن وقتها بعد
ربما يفعلون ذلك عادة مخافة على الطفل من الانحراف السلوكي حتى ولو كان انحرافًا بسيطًا
ويظل الأمر كذلك للأسف إلى أن يكبر لاهيًا في حياته الأسرية الطاهرة ودراسته
وما أن تحين تلك اللحظة (لحظة الارتباط الأسري الجديد) إلا وتجد الجهل التام يخيم على حياة ذلك الشاب في كل الجوانب للأسف...
فهو لا يعي معني الزواج والغاية منه بين اثنين يربطهما رباط شرعي مقدس الهدف منه خلق الاستقرار والطمئنينة والمحبة والسعادة المشتركة تطبيقا لقوله تعالى ((وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)) ولا يتفهم للاسف للواقع الجديد أن هذه الشريكة تصبح جزء منه بمجرد العقد الشرعي وأنها مسؤلة منه بشكل كامل في حياتها الاجتماعية والنفسية والصحية وغيرها..

أما من ناحية العنف وحالات الطلاق وووو فأنا أرى أن هذه الدورة عديمة الفائدة لأن هناك أمور تكون في حياة الرجل في الغالب يخبأها حتى عن أهله وخاصته ناهيك عن أصحاب تلك الدورات فلن يكون صادق التجاوب مع تلك الدورات بل سيكون جسدًا من خلال تلك الدورات لا روحًا ولا عقلاً للأسف
حيث هنااا أخي تكون حياة بعضهم كم من الأسرار وأي أسرار !!! أسرار تكون كفيلة بدمير كل معنى للحياة الزوجية
سأذكر مثالا فقط هنااا
فهناك الشاب الذي يدخن ويشرب أو يتعاطى أشياء قد لا تكتشفها الأسرة ةتكتشفها الزوجة سريعا
فتبدأ تواجهه وتبدأ من هنااا سلسلة من حياة هي أقرب للجحيم منها للسكينة والاستقرار النفسي والأسري هناااا تبدأ المواجهة ثم الصدام الذي يقود إلى العنف وكنتيجة حتمية الموت أو الانفصال بالطلاق

بقي أن أقول لك أن الطبع دون( تدخلات تلك التأثيرات المؤثرة في سلوك البشر ) متاح للتعديل فيه من قبل الزوجة نفسها فكل منهما يأتي غريبًا بطيعه وهذا ما قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ((إن كرهت منها خلقًا رضيت آخر )) ولا شك أن العكس صحيح فهي أيضًا قد تكره منه شيئًا وتحب أشياء ومع مرور الحياة يحدث الانسجام التام ...
وهل ترى أيضا إن الزوجة ايضا تحتاج لمثل هذه الدورات .
لا أنا حقًا لا أرى أن الزوجة بحاجة إلى تلك الدورات قبل الزواج خاصة في بلدنا لأنه قائم على قوامة الرجل وديننا قد جعل المرأة في طوع زوجها فهو القائد الأول والأخير لسفينة حياتهما
فالدورة لن توفر لكل ذائقة
لكن الزوج (
الطبيعي
)أعتقد قادر بكفاءة على إقامة دورات منزلية بكل هدوء وتكون دورات بمنهجية تخصه هو وطبعه وحتى تطبعه^_^

تحياتي وتقديري للجميع
وتحيتنا لشخصك الكريم مع شكرنا لمشاركتك هذا الموضوع المهم
شكرًا لك أخي.