التوازن في تربية الطفل مطلوب .. واللين والرأفة هي الأصل في التعامل معه .. وهل تعني الليونة إفساح المجال للطفل ليفعل ما يشاء وينطق بما يشاء ويتصرف كما يشاء؟
ــــــــــــــ
هل نضرب أبناءنا؟ وما المصلحة المرجوة من ذلك؟ وما المفسدة كذلك؟ ... ومهم جدا أن نطرح فعلا هذه الموازنة بين المصالح والمفاسد في التأديب من خلال العقوبة البدنية متبعين في ذلك منهج القرآن الكريم يسألونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما }. المنافع ثابتة لكنها لا تكفي لإباحة الخمر والميسر ..
يستدل المؤيدون للضرب بكونه وسيلة تربوية للتأديب بحديث رسول الله (r مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع" .
دروس تربوية من الحديث
ومما يفهم في الحديث النبوي
1) تعويد الأطفال من سن السابعة .
2) الطفل أكثر استعدادا في سن السابعة .
3) التدرج ستة تربوية وطبيعة بشرية .
4) مسؤولية الكبار أعظم .. والضرب مطلوب للكبير قبل الصغير .
3) ثلاث سنوات كافية للبرمجة الإيجابية .
4) الصلاة نموذج للتعامل مع باقي السلوكيات .
والسؤال المطروح هل يضرب الطفل مثلا على عناده وهو ابن ثلاث سنوات؟ أو عن كثرة حركته؟ أو عن تخريبه لأثاث البيت؟ أو عن كذبه أحيانا؟..
مهما اختلفنا حول الإجابة .. فإننا لا يمكن أن نختلف عن دور الأب والأم التربوي .. وهو تعليم الطفل لفترة ثلاث سنوات قبل أن يحق لنا اللجوء إلى العقاب ..
علما بأن الكثير من سلوكيا الطفل المزعجة هي علامات النمو السليم في حياته.. والجهل وقلة الصبر يجعلانها مزعجة .. وقياسا على الصلاة فإنه يفهم من الحديث مايلي
أثلاث سنوات من التعليم بمختلف الوسائل التشجيعية والتدريبية..
ب) لا يضرب الطفل قبل عشر سنوات ضرب الطفل قبل أن يصل سن عشر سنوات فيه منافع يراها الآباء عاجلا .. لكن مفسدته على المدى الطويل أكبر بكثير ..
3) الرسول r ما ضرب قط
4) التأديب بالاحترام والتقدير والمحبة والثقة لا بالخوف والهيبة يدعى البعض أن الضرب يمنح المربين هيبة في نفوس الأبناء .. ونحن نقول ومن قال إننا نريد أبناء يهابون المربين آباء كانوا أم مدرسين؟! إننا وكما بينا سابقا نريد الاحترام والتقدير القائمين على المحبة والثقة لا على الخوف والهيبة والعصا ..
إن طبيعة الطفل أنه يحترم ويقدر من يحب لا من يخاف .. والسلوك المطلوب أن نجعل الطفل يحبنا ويخاف غضبنا .. بتوازن .. ومن يغلب جانب الغضب يولد عند الطفل دوافع سلوكية نابعة من خارج نفسه وذاته..
أم تضرب وطفل يزداد سلوكه سوءا
تقول إحدى الأمهات التي اعتادت معاقبة ابنها بالضرب لتعديل سلوكه( نعم كنت أضربه باستمرار وفي كل وقت أواجهه فيه كان يغدو أسوأ L مما كان ويعود إلى السلوك نفسه في نهاية الأسبوع )) .
الضرب أسلوب انهزامي
ضرب الطفل الصغير على سلوكيات من مثل العناد وكثرة الحركة وإزعاج الضيوف.. أسلوب انهزامي من الكبار وسياسة غير صحيحة في التربية.. لأنها وسيلة المتسرع ومن لا يملك الأساليب التربوية الناجحة ومن لا يقدر على التحكم في انفعالاته وضبط غضبه.
من أضرار الضرب 15نتيجة سلبية ..
1 ـ ضرب الطفل يولد كراهية لديه تجاه ضاربه مما يقتل المشاعر الإيجابية.
2 ـ اللجوء إلى الضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير ..
3 ـ الضرب ينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات .
4 ـ الضرب يقتل التربية والمعيارية القائمة على الاقتناع .
5 ـ الضرب يلغي الحوار والأخذ والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار .
6 ـ الضرب يفقر الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة .
7 ـ الضرب يعطي نموذجا سيئا للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء .
8 ـ الضرب يزيد حدة العناد عند غالبية الأطفال ويجعل منهم عدوانيين .
9 ـ الضرب قد يضعف الطفل ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية .
10 ـ الضرب يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية .
11اللجوء إلى الضرب هو لجوء لأدنى المهارات التربوية وأقلها نجاعة ونجاحا .
12الضرب يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله .
13الضرب لا يصحح الأفكار ولا يجعل السلوك مستقيما .
14الضرب يقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخلي.
15الضرب قد يدفع الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ .
لا يكون الرفق في شيء إلا زانـــه
(( فمن أولى بالرفق من تلك الثمرات الطيبة ،الرقيقة ،البريئة ،التي يتعامل المربون معها؟ ومن أولى بالرفق من فلذات أكباد الآباء والأمهات؟ ومتى يكون الرفق أوجب ما يكون مع هؤلاء الصغار؟ إننا لا نحتاج أن نترفق بالطفل حين يتفوق في درسه وتحصيله ولا حين يبز أقرانه في الفهم والاستجابة ولا حين يبدو على الطفل ما نظنه غباء وتقصيرا في الفهم والتحصيل عندئذ تطير ألباب كثير من المربين فلا يجدون إلا العنف أو التهديد ليوقظوا الطفل من غفوه عقله وقد تنجح هذه الوسيلة مع بعض الأطفال في بعض الحالات فيظن المربي أنها الوسيلة الناجعة دائما ومع الجميع وينسى هؤلاء المربون أن الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى هذا الموقف لا حصر لها وأن علاج الغفلة أو التقصير يتنوع ويتعدد بمقدار تنوع أسبابها وتعددها )) .