السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من وجهة نظر خاصة بي أرى إن الضرب ينفع أحيانا عند ( العقوبة ) وليس كمنهج تربوي وتأديبي
وفي القرآن وفي قصة ايوب ورد الضرب كعقوبة وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
ورد إن الضرب عقوبة عند ترك الصلاة وذلك بعد استنفاذ كل الفرص التربوية من النصح
والتوجيه والتثقيف وزرع الثقة . خصوصا عندما يعلم الطفل أن ما يفعله خطأ، وأصرّ عليه، ولم يحسِّن سلوكه، أو حين يكون في أفعاله خطرٌ على حياته؛ فهنا يصبح التأديبُ واجبًا على الأهل حتى يقوِّموا اعوجاجَ سلوك الطفل ليمتنع عن أعمال خطيرة عليه أو عادات سيئة .
والضرب من وجهة نظري هو آخر الدواء ( الكي ) وقد يكون بالضرب غير المبرح او بالتهديد أوبالزجر
أو بالصراخ في وجه الطفل عندما يصدر منه سلوك غير مرغوب فيه ، لكن وبكل صدق هذا التصرف
مع الطفل لا يغير السلوك بل فيه اهانة للطفل وآثار سلبية على تقديره الذاتي وتحطيم لمعنوياته
والتشكيك في قدراته وسحب لثقته بنفسه وإلغاء التواصل بينه وبين الأهل .
علينا ان نتذكر إن تربية الأبناء أمانة في اعناقنا وهي وصية وصانا بها ربنا ومسؤولية كبيرة
فلابدّ إذاً من زرع الفضائل والقِيَم والأخلاق في نفوس الأطفال، ولا بد من تربيتهم في الميادين كلها ابتداءً من بناء العقيدة والعبادة مرورًا ببناء الجانب الاجتماعي والأخلاقي والعاطفي والجسمي والعلمي؛ ليخرج لنا جيل قوي قادر على التغيير والإصلاح وخدمة دينهم ووطنهم وأنفسهم .
لذا علينا أن نركز على الجانب الفكري في التربية من خلال انتهاج مبدأ الحوار مع الطفل، وبذلك يشعر بتقدير لذاته، فينمو هذا التقدير ويصبح سلوكه مرغوباً فيه، فالطفل حين يقتنع بما يقول المربّي تصبِح القِيَم مترسِّخة داخله.
و تأكيد شرح الخطأ في السلوك وضرورة إعطاء السلوك البديل حالاً .
ولأن ينتهي الولد عن سلوك غير مرغوب فيه احتراماً ومحبة للأهل أفضل ألف مرة من أن ينتهي خوفاً ورهبة فيعمله ربما في السر .
فالإشباع العاطفي للطفل، والجو الأسري المستقِر، والحوار الفعّال بين وبين أهله، والتواصل الإيجابي العاطفي بينه وبينهم ، كل ذلك أساس سعادته، وحسن تقديره لذاته، ودافعه للسلوك الحسن الذي يتأصّل مع السنين حتى يصبح جزءًا من شخصيته كرجل .
ويبقى الدعاء لله عز وجل بأن يصلِح لنا في ذريتنا ويبارك لنا فيها .
خالص الشكر والتقدير لك ( حنان )