فعلا الموضوع قيم ويستحق القراءة بتمعن وقد تشرفت بقراءته
ولكن:
الحجامة التي عُرفت عند الأجداد كعلاج لبعض الامراض ثم هُجر هذاالعلاج فترة من الزمن والآن أصبح يغزو المستشفيات حاملا نفس الاسم لكن طريقة استخدامه تختلف اختلافا كثيرا عن طريقة استخدامنا للحجامة والتي عرفناها عن أجداننا
وعندما نقوم بتعريف الشيء أو وصفه فإننا نصفه بأشياء تنطبق على صفاته فانظروا ماذا قال لسان العرب في تعريفه للحجامة :
"هي حرفة وفعل الحَجَام ، والحَجْمُ :المَصّ.يقال:حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه. والحَجَّامُ: المَصَّاص . قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة ؛ قال ابن الأَثير: المِحْجَم ُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَم ٍ."
فالمص شرط أساسي في استخراج الدم من المحتجم والمص لا يجيده إلا حجام ماهر يعرف مقدار الشفط الذي يحتاجه ويكون على فترات متقطعة دون أن يؤثر على المشفوط بخلاف ما نلاحظه الآن من استخدام طرق اخرى حديثة للحجامة ربما تؤثر على المحتجم دون فائدة ..وماهذاالحجام الذي نسب لنفسه فن الحجامة في المستشفيات المتخصصة واخذ يفكر في صنع أدوات يستخدمها لهذاالغرض ويطبقها إلا باحثا عن لقمة عيشه ولايهمه نتيجة عمله مادام الهدف قد تحقق .
وكان لزاما علينا كتراثيين أن نتعرض لهذا الموضوع بالكلام عن "الحجامة " لما لها من أهمية عند الأجداد حيث كانت الحجامة تستخدم كعلاج ليس لمرض واحد وإنما لعدة أمراض وبكل أسف أصبحت الحجامة من ضمن تراثنا الذي طغت عليه الحضارة وحاولت أن تطمس معالمه لتفصلنا عن ماضينا الاصيل مماجعل البعض ينظر للعلاج بالحجامة نظرة احتقار حتى أصبح هذاالعلاج مهجورا لا تعرف قيمته وفوائده وحتى طريقة استخدامه ولكون هذاالعلاج أصيل والأصيل لا يتأثر بالصدأ فقد ظل محافظا على أصالته فقد أثبت الطب النبوي أهمية هذاالعلاج وأشارت إليه الأحاديث النبوية فقد روى البخاري في صحيحه :عن سعيد بن جبيرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهي أمتي عن الكي .
وقد روي أيضا (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجرة) البخاري ومسلم .
وبهذالابد أن نعرف أن في ديننا أدوية لعلاج أمراضنا وقد نبهنا إلى ذلك خالقنا في قوله تعالى :" وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ?68? ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ?69? سورة النحل
وفي قوله تعالى :"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين "وقوله :"يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" فهل بحثنا عن هذاالشفاء وهل أدركت عقولنا سر هذاالاعجاز غير الآية الأولى مادلتنا عليه إلا تلك الحشرة المعروفة "يخرج من بطونها شراب " وهل فكرنا في سر التعبير بالشراب ونحن نعرف أن ماتنتجه النحلة يسمى عسلا وهل أدركنا سر التنكير في قوله "شفاء" وهل وهل ؟
وحتى لا أخرج عن الموضوع اقول بأن علاجنا في ديننا سواء وجدت في القرآن أو في السنة والتي قد جاءت مكملة للقرآن وموضحة له سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول :"تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما :كتاب الله ووسنتي ..."
ولن نضل في علاج أي مرض يصيبنا مادمنا متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
أيضا:
ومادامت الحجامة قد عُرفت عند الأجداد بهذا المسمى فإننا نعتبر الحجامة من تراثنا الأصيل وبهذا فإننا لن نغفل هذاالجانب فقد تكلمنا عن الحجامة في موضوع مستقل تحت عنوان "الحجامة بين الأمس واليوم"في قسم التراث وقدوضحنا فيه طريقة الحجامة على أصولها الصحيحة المعروفة عند الأجداد.
شكراً أخي الشفق على الموضوع.