تتحدثون وكأن اصحاب تلك العقول مخيرون ما بين البقاء أوالهجرة وتعزون الاسباب إما لخوف على الكراسي أو فساد إالادارات في المنطقة أو ضعف التنمية وهنا اسمحوا لي أن اختلف معكم في الرأي وأقول بأنهم مجبرون حتما.
وأسباب ذلك تكمن في النظام الاداري القائم على البيروقراطية أو المركزية الادارية الذي جعل منطقة أو منطقتين فقط بيئة جاذبة لهذه العقول وجعل باقي المناطق بيئة طاردة.
وبشرح اكثر تبسيط حينما يتخرج الشخص من الجامعة ليس أمامه الا طريقين لا ثالث لهما إما أن يتوجه للقطاع العام او الخاص.
فإن توجه للقطاع العام سيخضع لوزارة الخدمة المدنية وهي من ستتولى تعيينه على نوع الوظيفة ومكانها, وبالتالي لا دخل له ولا لمدراء الادارات الحكومية في المنطقة لانهم لايملكون صلاحية توظيف احد.
وإن كان هناك توظيف على الوظائف الحكومية خارج نطاق وزارة الخدمة المدنية فالتعيين ايضا سيتم من الوزارة المعنية في الرياض وهي من ستحدد المكان ايضا .
أما إن توجه للقطاع الخاص فأين هي تلك الشركات والمؤسسات الكبيرة التي تستوعب هؤلاء ولو قرر احدكم أن يعصف ذهنه ليستذكر اسم شركة كبيرة فلن يجد الا مصنع الاسمنت وحتى مصنع الاسمنت ادارته خارج المنطقة وربما ان موضوع التوظيف به قد تغير عن أيام بن ثابت وأصبح عن طريق الإدارة بعسير, أسوة به شركات ارامكو والكهرباء والاتصالات التي تقع إداراتها خارج المنطقة ولا يتم التوظيف والتعيين الا عن طريق تلك الادارات .
وفي الاخير حتى وإن بقيت تلك العقول فماهي الاستفادة التي ستحقق في ظل نظام بيروقراطي أشرت إليه في مستهل حديثي.
فالمركزية الادارية تجعل القرار متركز في يد الوزارات فقط فهي من تحدد الموازنات وتقر المشاريع والاحتياجات وكل ما يتم عمله في الادارات في المنطقة هو الرفع لمقام الوزارة فقط الا في صلاحيات بسيطة جدا .

الف شكر اخي البحري على الطرح الجميل آملا تقبل مروري ولك مني فائق الود والتقدير,,,,