متى عسانا نشحذ الهمم ونذكر بحالنا المخزي ..؟!
عندما نكون في السلم ..؟! ما الفائدة إذن ..!!
ذلك الجاسوس متى جاء لأمتنا وراقب شبابها
إنهم يضعون خططهم للمدى البعيد ـــــــــ البعيد
الأمة تنزف من حولنا ونحن جزء لا يتجزأ منها
هذا هو وقتنا يا أخية القنوات والمنتديات وشبكات التواصل إستنفرت لأجل المسابقات
والشباب يتسابق في حجز الإستراحات ليقضي ليالي رمضان بين لهو ولعب وسهرات
نحن أولى بالإرهاب من غيرنا .. نعم وربي نحن أهل الإرهاب
ولكن ..!! ليس إرهابهم الذي يزعمون بل إنه إرهاب أجل وأسمى
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) ﴾
الحقيقة أنّ هذه الآية مِن أدق الآيات المتعلقة بالعلاقات الدولية في المنهج الإسلامي.
الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين فقال :
﴿وَأَعِدُّوا﴾
أما: " هم" فتشير إلى أعداء المؤمنين، الكفار.
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ﴾
هذا أمر، أمر تكليفي، وكل أمرٍ في القرآن الكريم، يقتضي الوجوب.
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ﴾
طبعاً حينما يوجه الأمر إلى مجموع الأمة، هو موجهٌ في الأصل إلى أولي الأمر، لأنهم يمثلون مجموع الأمة.
إذاً ؛ هذه الآية موجَّهة إلى أولياء الأمور في العالم الإسلامي، هذه الآية موجه إليهم بالذات.
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾
هذا الفعل، يفيد استنفاذ الجهد، وقد يفهم إنسانٌ هذه الآية فهماً على عكس ما أراد الله.
﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾
بين أن تفهم الآية، في أن تبذل بعض الجهد، و بين أن تفهم الآية، في أن تبذل كل الجهد، المعنى الذي أراده الله عز وجل ليس المعنى الشائع السوقي، بل المعنى اللغوي الدقيق، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)﴾
( سورة الشعراء: 195 )ومعنى : ﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾أستودع الله إخواني وأخواتي من أمة الإسلام
أي يجب أن تستنفذوا كل استطاعتكم في حشد القوة، وقوله:
﴿مِنْ قُوَّةٍ﴾
القوة جاءت نكرة ، وهذا التنكير في اللغة ، يفيد الشمول ، يعني كل أنواع القوة، المعلومات قوة، الإعداد قوة، التدريب قوة، التوجيه الإعلامي قوة، الأقمار الصناعية قوة ...
( ألا ترين يا أختاه أن الأعداء طبقوا هذه الآية ضدنا وسخروا كل قوتهم الفكريه لتدمير أمتنا ) .
إذا أردنا أن نفهم الآية ، فهماً دقيقاً ، أصولياً ، فهماً نظامياً ، لغوياً وَفق قواعد علم أصول الفقه ، يجب أن نستعد لأعدائنا بكل أنواع القوى ، وما أكثر القوى ، التي تستخدمها المجتمعات كسلاحٍ على أعدائهم ، فالمعلومات قوة، التغطية الفضائية قوة، التدريب قوة، الأسلحة المتفوقة قوة، الأسلحة التي تحقق إصابات محكمةً قوة
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
لكن أدق ما في الآية كلمة (من)، هذه (من) أيها الإخوة، تفيد استغراق أفراد النوع، ولنضرب مثلاً، لو أنّ رجلاَ سأل شخصًا آخر، أعندك مالٌ لإنشاء مشروعٍ تجاري يكلف مليونين، يقول المسؤول منهما:
ما عندي مالٌ، قد يقصد بهذا الجواب، ما عندي مالٌ كافٍ لهذا المشروع، فهو معه مئة ألف مثلاً، بينما اطلبْ منه مليونًا، والمشروع يحتاج إلى مليونين، أما إذا قال لك المسؤول:
ما عندي من مالٍ ، أضاف " من"، فالمعنى الدقيق ، يعني ما عندي ولا ريال واحد ، إذًا "من" تفيد استغراق أفراد النوع.
فربنا عز وجل قال :
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
يعني أيَّ شيءٍ ؛ العلم قوة ، التفوق في العلم قوة ، استطلاع المعلومات قوة ، هذا طبعاً يعني أنّ إخواننا الذين يدرسون في الأكاديميات والكليات العسكرية، يعرفون ما معنى القوة أما الآية الكريمة :
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
إنّ هذه القوى ، المال قوة، العلم قوة، السلاح قوة، التدريب قوة، القيادة الحكيمة قوة، المعلومات قوة، هذه القوى، يجب أن تستغرق كل أنواع القوى، فكلمة " من".
﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
يمكن أنْ تكون القوة الآن طائرة ، فعلى عهد النبي لم توجد طائرات ، فلكي يفهم أصحابه الكرام ما معنى قوة ، قال علماء الأصول :
أحياناً نعطف بعض الشيء على ذاته، قال :
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾
رباط الخيل قوة، لكنْ هذه القوة مألوفة في عهد النبي ، فحتى يفهم أصحاب النبي ما القوة.
﴿وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾
من باب عطف الشيء على ذاته، لكن هذه الآية تصلح بعد ألف سنة ، بعد ألفين ، بعد خمسة آلاف سنة، فأيّة قوة يستخدمها المجتمع البشري، لتكون سلاحاً ضد أعدائه فهذه قوة.
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
الآن يتبادر سؤال ؟ نحن أحياناً نقول : المسلمون ضعاف في العالم ، أما هؤلاء الأجانب الذين يخططون للنيل منهم أقوياء ، فمهما أعددنا من القوى لن نستطيع أن نصل إلى قوى تكافئ قوتهم ، إذًا ما الحل ؟
تأملي يا أُخية بل تأملوا جميعكم .
الجواب أنكم مأمورون أن تعدوا لهم ما استطعتم فقط
فإن كانت استطاعتكم لا تبلغ القوة المكافئة لهم ، فالله سبحانه وتعالى يتولى ترميم النقص ، أنت عليك أن تعد نفسك ، المسلم عليه أن تكون معنوياته عالية ، فلو نظر إلى أعدائه على أنهم أقوياء ، لا
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾
ولأن الإسلام مستهدف في كل أنحاء العالم الآن ، فما الذي يضعفنا ؟ ضعف معنوياتنا .............
وأنْ يكون الاقتصاد قوة ، وأنْ يكون الإنتاج قوة ، وأنْ تكون السياسة الحكيمة التي تقود المركبة إلى جانب شاطئ السلام قوة
فالإنسان مأمور أن يعد كل أنواع القوى ، استغراقاً ، لا اصطفاءً ، حتى نفهم ما هي القوة
أخيتي لا بأس دعونا نتألم ونشعر بأحبتنا من حولنا فالدين جعل بين المؤمنين مودة ، ومحبة ، وتراحمًا ، وتعاونًا وتعاضدًا ، وإخلاصًا ، وتضحية ، وإيثارًا ، وكلُّه مِن خَلْقِ الله .
﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)﴾
يكفي أن نكون مؤمنين حقاً، ويكفي أن يكون أخواننا مؤمنين حقاً ، لنجد اللقاء العفوي ، المحبة ، التعاون ، الإخلاص ، التضحية ، الإيثار ، الحزن الألم ويصبح المؤمنون صفاً واحداً : ﴿كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)﴾
يصبح المؤمنون :
(كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
قال الله عز وجل في الحديث القدسي :
(وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ ، والمتباذلين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتحابون في جلالي ، على منابر من نور، يغبطهم عليها النبيون يوم القيامة )
أشهد الواحد الأحد الفرد الصمد الذي يعلم ما توسوس به نفسي أني أحب كل مسلم موحد محبة خالصة لله أتألم لألمه وأبكي لما يسوءه وأتوجع حتى الموت لوجعه دون أن أقنط من رحمة الله وقدرته في نصرة كل مظلوم ونصرة أمة الإسلام .
هنا أختم هذا الموضوع سائلاً الله أن ينفع به ويكتب أجره لوالدتي وشقيقاي ولجميع أموات المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه .........
أستودع الله دينكم واماناتكم وخواتيم اعمالكم واتمنى لكم التوفيق والسداد في الذب عن هذا الدين
وعن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين وصحابته اجمعين
وأوصيكم ونفسي بشهر القرآن فلا يغادركم دون عتق من النيران برحمة الواحد الديان
لا تنسوا أمتكم من الدعاء .. ونراكم بإذن الله على خير .
والحمد لله رب العالمين



















