بسم الله الرحمن الرحيم

عوده مجددآ ,,

أخي ابو فيصل الله يسعد اوقاتك بكل خير ,, وكل عام وانت بخير واسال الله ان يجعلك من المقبولين فى هذا الشهر الفضيل ,,
كما اساله ان يجزيك الخير الكثير بهذا الصلح بين قريبك وقريبتك وأن يوفقك فيما تسعى له واحتسب عملك لوجه لله ,,

---------------------------------
أخي الحبيب ,, إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعليقا على هذه الآية الكريمة:
"من الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له، فيملها ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم لجهله أنه خير له منها، وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة، ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه، حتى إذا ضاق ذرعًا بتلك النعمة وسخطها وتبرم بها واستحكم ملله لها سلبه الله إياها‏.‏ فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه، اشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه، فإذا أراد الله بعبده خيرًا ورشدًا أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمة عليه ورضاه به وأوزعه شكره عليه، فإذا حدثته نفسه بالانتقال عنه استخار ربه استخارة جاهل بمصلحته عاجز عنها، مفوض إلى الله طالب منه حسن اختياره له‏.‏
وليس على العبد أضر من ملله لنعم الله، فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها، بل يسخطها ويشكوها ويعدها مصيبة‏.‏ هذا وهي من أعظم نعم الله عليه، فأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم ولا يشعرون بفتح الله عليهم نعمة، وهم مجتهدون في دفعها وردها جهلا وظلمًا‏.‏ فكم سعت إلى أحدهم من نعمة وهو ساعٍ في ردها بجهده، وكم وصلت إليه وهو ساعٍ في دفعها وزوالها بظلمه وجهله، قال تعالى‏:‏‏ ﴿‏ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏﴾ ‏[الأنفال‏:‏ ‏53‏]‏‏، وقال تعالى‏:‏ ﴿‏إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏﴾ ‏[الرعد‏:‏ ‏11‏]، ‏‏فليس للنعم أعدى من نفس العبد، فهو مع عدوه ظهير على نفسه، فعدوه يطرح النار في نعمة وهو ينفخ فيها، فهو الذي مكنه من طرح النار ثم أعانه بالنفخ، فإذا اشتد ضرامها استغاث من الحريق وكان غايته معاتبة الأقدار‏:‏

وعاجز الرأي مضياع لفرصته * * * حتى إذا فاته أمر عاتب القدرا

فقريبك هذا هو فقط من يعرف سبب مشاكله الاسريه حتى لو اظهر بعضها ولكن يوجد فى داخله وقراره نفسه بشئ غلط فى حياته ,, حتى لو قلت عنه غبي كما ذكرت انت ,, فاساله وذممه فى تلك الليله التى قدم منها من دوله اخري وجاء وهو سكران ماذا فعل غير السكر ,,
يا أبا فيصل ,, أن الله سبحانه وتعالى يريد ان يحاسب هذا الشخص فى دنياه بما اقترفت يداه ,, وبما يعمله خارج هذه البلاد المطهره ,, فلو فكر قليلآ لوجد بان الغلط راكبه 100% ,, فالرجل العاقل يستخدم نعمه العقل فى كل اموره ,,
ذكرت بأن الزوجه متعلمه ,, ولاكن تكتاتوريه ,, وقلت بأنها طيبه ,, اقول لك وربما سوف تقرأ عليها هذه المشاركه ,, ليس من حمل شهاده وقرأء وكتب يطلق عليه متعلم ,, ففى نظرى المتعلم هو من يعرف الصواب والخطأ ويعرف الحلال من الحرام ,, ويتجنب مايغضب خالقه ,, هذا هو المتعلم ,,
وايضآ ذكرت بأن الزوج متلسن ولسانه لا يهدى من اللعن والكلام البذى ,, وايضآ قلت بأنه غبي ,, فسبحان الله الغباء من بعض الاباء والازواج ليس فى تعاملهم مع الاخريين ولكن تعاملهم مع من حولهم ,, فهذا الرجل لايمكن ان ينصلح حاله حتى يرجع الى الله سبحانه وتعالي ويخرج من العالم الذى يعيشه خارج البلاد , وبمعنى اوضح يحرق جواز السفر ويتوب ,, ويطلب من خالقه العفو والغفران ,, بهذه الحاله سوف يستقر نفسيآ واسريآ ,, فصدقى ياأبافيصل البعد عن الله وانتهاك محارمه هو السبب فى صاحبك هذا ,, لو طلبت منه الان ان يحافظ على الصلوات جماعه داخل المسجد ويحافظ عليها فهذه اول بذره سوف تزرعها فى نفسه لتنبت فى نفسه الثقه بالله وبمن حوله ,, وصدقى أخي لو عمل هذا سوف يرى التغيير حتى على زوجته واولاده ,,
وأما من ناحيه الزوجه فذكرها بان الله مطلع على الخفايا ولو هى ظالمه لزوجها واتهمته ظلمآ وبهتانآ فقل لها أن الملائكه سوف تلعنها فى كل صباح ومساء مادام زوجها غاضبآ منها ,,

أخي ابو فيصل إن كان للتعايش فى العموم فنون ، فإن للتعايش فى ظل الخطأ ، ومع معرفته ، يحتاج إلى فنون خاصة ، ولذلك فلن نتحدث عن فنون التعايش , من القواعد المعروفة والمشهورة ، مثل :
ــ البحث عن منطقة مشتركة
ــ البحث عن عمل مشترك
ــ عدم ذوبان الشخصية
ــ المحافظة على الاستقلالية
ــ الاندماج وعدم العزلة
ــ السلوك الحسن وعدم التنازع
ــ الصدق فى النية والاحترام
ــ المرونة والحب والقبول
ولكن حديثنا سيكون حول بعض الفنون الخاصة , للتعايش بين الزوجين فى وجود الخطأ ، ومن هذه الفنون :
1ـ احذرا الذوبان الزوجى :
التكافل الزوجي ، لن يتحقق بين الزوجين ، إلا باستقلالية كل من الزوجين ، فى اتخاذ قراره وتحمل المسئولية عن تصرفاته ، والذوبان الزوجى المكروه ، هو الذى يؤدى إلى إلغاء الآخر وتهميشه ، فلو أذابت الزوجة نفسها فى زوجها وألغت شخصيتها ، وأصبحت تبع له , حيث لاهمس لها ولا صوت ولا رأى ، فهذا تحطيم للثقة بالنفس وتدمير للشخصية .
والإسلام نهى عن ذلك ، حتى تستقيم الحياة ، يقول تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } فاطر : 18 ، والنبى صلى الله عليه وسلم , كان يشجع زوجاته ، على الاستقلالية ، وربما فعلن أمراً ولما علم به النبى ، ما عنفهن ولا عاتبهن أو لامهن .
2- اعتدلا في المزاح الزوجى :
والمقصود به المزاح الثقيل ، الطاعن فى رجولة الرجل ، أو الذى يجرح مشاعر المرأة ، لقد أرسلت لى زوجة تقول : ( إن جرح المشاعر أقسى من طعنة السيف ) ، خاصة المزاح أمام الأهل والأصدقاء والأبناء ، فكل ما أدى إلى الإيلام ، يفتح أبواب الشر ، مما يكثر من الأخطاء .
3- انتبها لفخ ما بعد الأربعين :
بعد الأربعين ، هـل تبدأ مراهقة جـديدة ، خاصة عندما تتحول الزوجة إلى أم ؟ ... ليس على الإطلاق ، وليس المجال فى تبادل الاتهامات بين الزوجين ، فتقول الزوجة : الزوج يتصابى ، ويقول الزوج : الزوجة استسلمت للشيخوخة ، ولكن الزوجة الصديقة التى تشارك الزوج أحلامه ، وهواياته ، وتوفر له الأمان والاستقرار ، والمشاركة الفعلية ، هى التى تمنع وقوع زوجها فى هذا الفخ ، الذى يتوهم بأن ذلك حقه الطبيعى , فى أن يستمتع بشبابه .
وهذه نصيحة من زوج ، أطلق على نصيحته : ( نصيحة من رجل أفشى سر بنى جنسه ) ، بأن الوقاية تبدأ من السنين الأولى للزواج ، بصداقة حقيقية ، وعدم نسيان الزوج أثناء رحلة تربية الأولاد ، والحوار فى كل القضايا التى تهم الزوجين حتى لا تتسع الفجوة بينهما ، فالاعتناء بالزوج كالاعتناء بالزرع ، إذا أهمل جف ومات .
وقد اتفق الخبراء على التالى :
ــ لا تضطربي وحافظى على هدوئك
ــ لا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته
ــ أبدى إعجابك بمظهره وأناقته وسرورك بذلك
ــ لا تعترضى على نشاطه بحجة أنه أصبح كبيراً
ــ حاولى التقرب منه أكثر مما سبق
ــ أشعريه أن هناك الكثير من أحلامكما لم تتحقق
ــ لا تسخرى مما يبديه من مشاعر الشباب
ــ كونى له الصديقة المتفهمة لمشاعره وجاذبيته
ــ اهتمى بنفسك وبمظهرك وثقتك بنفسك
ــ مارسى أنوثتك التى لا تهرم أبداً ولا تقولى كبرت
4- فنون بعد الوقوع في الخطأ :
1- الزوجة : تتقبل اعتذاره بأى شكل ولا تقابله بالسخرية
الــزوج : يتقبل الاعتذار ويحاول أن ينفذ إلى المشاعر
2- الزوجة : تظهر سعادتها عند عودته إلى البيت مهما كانت الظروف
الــزوج : يقدر تعبها وخدمتها فى البيت مهما كانت الظروف
3- الزوجة : عندما تشعر بالغضب تنسحب حتى لا تنفجر أمامه
الــزوج : عندما يشعر بالغضب يتوقف ويناقش الأمر
4- الزوجة : أمام الآخرين لا تتحدث ولا تنبه على أخطائه
الــزوج : أمام الآخرين احترام وتقدير ولا داعى للمزاح الثقيل
5- الزوجة : لا تعمم فتتهمه بالإهمال وعدم المسئولية
الــزوج : لا يستخدم الألفاظ الجارحة حتى ولو كان محقاً
6- الزوجة : تظهر عدم رضاها بطريقة لبقة لا تجرح مشاعره
الــزوج : يظهر عدم رضاه بلطف ورقة ولا يجرح مشاعرها
7- الزوجة : تعبر عن مشاعرها السلبية باعتدال بلا لوم أو عتاب
الــزوج : لا يظهر خيبة أمله أو يتكلم فى عصبية وغضب
8- الزوجة : تختارالوقت والأسلوب المناسب لتبث شكواها من آثار خطأه
الــزوج : لا يشكو من خطئها على مائدة الطعام أو حينما تكون متعبة
9- الزوجة : تستمع له بإنصات دون أن تنشغل بشئ آخر
الــزوج : ينصت لها بتقدير ولا يبدى انشغالاً عنها بأي شئ
5- مراعاة الخصوصية بين الزوجين :
هل لكل من الزوجين عالمه الخاص؟
هل يصارح أحد الزوجين الآخر بكل شئ ؟
وما حدود إخفاء بعض الأشياء عن الطرف الآخر ؟
وهل التدخل الزائد فى شئون الآخر يدمر الحياة ؟
أم أن المغالاة فى الخصوصية هى السبيل الناجح ؟
وحتى لا يحتار الزوجـان ، فقد اتـفق الخبراء بأن الخصوصية حق للزوجين ، ولكن فى الحياة الزوجية مطلوبة باعتدال ، فالصراحة المطلقة والتكتم المطلق كلاهما مرفوض .
وطبيعة العلاقة بين الزوجين ، هى التى تمثل حجم ومساحة الخصوصية بين الزوجين ، من التفاهم والمرونة والحب والحوار والثقة والصراحة .
6- ابتعدا عن مصائد الأخطاء :
1- الرجل يكره استجواب زوجته له ، ففى الوقت الذى تطمئن فيه عليه ، تدفعها اللهفة والقلق عليه ، إلى سؤاله : أين كنت ؟ مع من تجلس ؟ متى ستأتى ؟ , فإنه يعتبر ذلك استجواباً ، يحول دون حريته ! .
والحل : أن يفهم الزوج , بهدوء تساؤلات زوجته ، وعليه بالتوازن في حياته ، ومراعاة أن لا يترك زوجته , نهباً للوحشة والوساوس والأزمات .
2- مصيدة الملل ، إذا وقعت فيها الحياة الزوجية ، عاش الزوجان كموظفين متجردين من أى مشاعر ، وتمضى الأيام ثقيلة ، وتتباعد المسافة بينهما يوما بعد يوم ، ولعلاج الملل على الزوجين , التعاون معاً , في ثلاث خطوات : طرد الملل بالانشغال بأمور نافعة , وإشاعة جو من المرح والبهجة والحوار السهل لكسر الروتين اليومي , ثم التغيير الدائم في كل جوانب حياة الزوجين , المكانية والزمانية والنفسية والرياضية , والتناغم الدائم مع الحياة .
3 – كثرة العتاب بلا سبب , والتمادي في إلقاء اللوم , مثل : لمَ قلت ؟ لمَ صنعت ؟ لماذا أتيت ؟ كيف فعلت ؟ فكل ذلك يجعل الطرف الآخر , يرد بطريقة خاطئة , إما الإهمال , وإما الاستفزاز , ولا تنتصر في حياة الزوجين إلا الأخطاء من الجانبين .
هذه واسال الله لك التوفيق فى الصلح فيما بينهم ..
والسلام عليكم ,,