:
رن جرس الساعة ..!
أستيقظ البائع كما العادة .."
الروتين وتيرةٌ مُني بها يومه .."
غسل وجهه .. وفرش أسنانه .. وتوضأ ونسي أن يصلي وخرج ..!!
كانت وجهته ومقصده دكانه الصغير ." محل البخور"!
:
في الطريق لمح عجوزاً قد إحدودب ظهرها وشاب شعرها بياضاً .."!
ألقى لها تحية عابر ومضى ..!!
تبسمت العجوز ولم ترد ..!!
لكنها شعرت بأنس فأدركته بنظرها ولم تدركه خطاها..!!
أخذ من الفوال فطور الصباح.. وأرخ المحاسب المبلغ لأخر الشهر كما كل يوم.."
دخل دكانه .. وأشعل جمره وفاح بخوره .."
:
مضى وقتٌ يسير وعبق البخور يفور ويدور ولكن الزبون غائب والحظ خائب .."!
في حين غفلة ..!
دخل عجوزٌ تملىء وجهه لحيةٌ كثة .."!
رنم البائع البشرى في صدره .."!!
سأله العجور " هل تعرف رجلاً يدعى " حنظلة "!
شعر البائع بالخيبة والضنى .."!
قال هناك وأشار إلى بيتٍ عتيق .."!
كان الرجل ممتن حد الفرح ..!!
لكنه لم يقل شيئاً وغاب في جادة الطريق .."!!
غفى البائع .. !!
وبعد بره طُرق جرس التنبيه.."!!
فكان الجواب " عجوزٌ وفتاة " في عتبة الباب .."!!
قال البائع " سائلٌ أم مبتاع "؟!
قالت العجوز " أريد عوداً له رائحة المسك وعطر الياسمين "!!
قال " عودي خشبٌ بالٍ .."!
هو في حانة الدكان عبقه يشرنق المكان "!
فإن طاب لكم فهلموا ..!!
وإن بُهتي منه فلك فسحة الباب ملجأ وملاذا .."!
قالت العجوز " إن راقني بخورك فلك ماتريد"!
حدق وإذا هي ذات العجوز التي رأها في جادة طريق الصباح .."
ظن أن الثمن غالي والحظ سيملىء دكانه البالي .."!!
حدث نفسه في لحظات أن العجوز تريد قربه .."!
والفتاة ستكون البشرى .."!!
العجوز تدور بين الروائح والرجل غارقٌ في تفكيره وسارح .."!!
بين أعواد بخورٍ يقلبها وقنينة يحملها ويمرقها ويطلسها.."!!
قالت يابني بكم هذه الإبالة ..؟
قال أنتي قد وعدتي أنها أن راقت لكي سأطلب ما أريد !!!
تبسمت الفتاة وقالت نعم وأنا على ذلك من الشاهدين !
عاين الفتاة ثم أوما إلى عودٍ فوق رفٍ فارهه .."!!
وقال هذا عودٌ يذهب الهم والمكارهه .."!
قالت الفتاة خطيبي يحب الرائحة الندية .."!
وأريدها قنينة تكون له هدية.."!!
خاب ظن البائع وتاهه في شعوره .."!!
وابتدأ مشوار تعاسته وثبوره .."!!
قال ثمنه بضع دراهم .."!!
مشدودة في صرة المكارم .."!!
أخذت العجوز حزمة البخور .."!!
ودفعت ثمنه عشرةً وخرجت في سرور .."!
وندب البائع حظه .."!
وشكى همه لربه ثم لقربه وصحبه .."!
أخوكم يحيى