عيد . . مع وقف التنفيذ !
نظم : د.عبدالمطلب النجمي*
ليلة عيد الفطر المبارك سنة 1434 هـ
عيدي . . أتيت و ليلُ الحزن يغشاني
و الشعر قيثارةٌ غصّت بأشجاني !.
أنّى التفتُّ رأيتُ الهمَّ يعصف بي.
عذرًا أيا عيد . . عنك الهمُّ ألهاني.
لي أمّةٌ لا يزال الظلمُ يقهرها
قهرًا ؛ و كلُّ بلاد العرْب أوطاني
تبكي الشآم على حمصٍ و خالدها
و لا ترفّ بها عينٌ لإنسانِ !
الموت طوّقها من كل ناحيةٍ
و الوغد يقصفها قصفًا بإمعانِ
أرى الثكالى ، أرى الأيتام في وجعٍ
فكيف يا عيد أنسى همّ إخواني ؟!
إذا لبستُ لهذا العيد بِزّته
توشّح الحُرّ في درعا بأكفانِ
و إن أتيتُ لكي أشدو بأغنيتي
قال الشهيد : ألا مَن سوف ينعاني ؟
و إن فرحتُ بأولادي و قد فرحوا
و كلّهم ضمّني منهُ بأحضانِ
فمَن لذاك الأب الحاني بلا ولدٍ
يضمّه بعدما أودى به الجاني ؟!
أوّاه يا عيد إنّي عنك في شغُلٍ
أليس للعيد مثل الناس عينانِ ؟.
ترى الجراح التي في الشام نازفةً
و في العراق و في مصرٍ و لبنانِ
عذرًا أيا عيد إن جاءتك قافيتي
ثكلى تنوح ، و لم تطربك أوزاني
لكنّ لي أملًا في الله ما انفصمت
عراه كلّا ؛ و ربّي ليس ينساني
لابد للحقّ أن يعلو غدًا و له
في القدس عيدٌ عظيم القدر و الشانِ
هناك تحلو لنا الأعياد قاطبةً
هناك يا عيد . . أنسى كل أحزاني !
هناك تأتلف الأرواح في جسدٍ
فؤادُه صحَّ مِن غلٍّ و مِن رانِ ..
الله وحّدها بالدين فاتحدت
تلك الشعوب على تقوى و إيمانِ
و الله يعصمها من كل طاغيةٍ
و الله ينصرها في كل ميدانِ !
هذا هو العيد حقًّا فارتقبه غدًا
عساك يومئذٍ في القدس تلقاني !