لا تستغرب إن أحببتك و أنا في عمر الخمسين
لا تنعت قلبي بالجنون
ففي رحم الغيم ولد المطر
و من جبين الشمس أطلّ الزهر
لا تراهن على النهآية في حبّنا
فأنا لا أملّ من ارتشاف السحر
و احتضآن الشوق في ليل تشرين البارد
سأحبك و في الفؤاد نغم
و الخريف القآدم يراقص الثلج الساقط في ردهات الحنين
سأعتّق الأرجاء برآئحتك
و أرسم اللقيا ميعادا قدسيا على عتبات محراب
عذراء أنا تحنو على وجنتيك
تراود الأوصال و تعآنق الثغر المعفّر بالخزامى
شقيّة أنا كطفلة تجمع التفاح في أعالي تلّة الحي
ألهو بالنسمات المتناثرة كأنما فقاقيع الشوق تدآعبني
و أرسو على شاطئ الجنون
أقتطف من ضلوع اللوز عطرا
ألثم الخدّ و الجبين
و في الروح ارتعاشاتُ ولَهْ
لا تقنط من مضيّ العمر يا رآحلا في أيامي
فحين همستُ في أذن القمر ضحك
و النجم غازل خصلات الليل الطويلة
و ها أنا ألتقط حبّات المطر
أروي للأوراق حكآيتي في العشق
أغسل جفون السهر بريق الهوى
أناجي طيفك
لا تبتعد ... و حلّق يا عصفور قلبي في الأماكن كلّها
و انثر شذرات أشواقنا
ليزهر النبض
و تكتمل بك الفصول ..
لا تقنط فأنا سأحبّك حتى نهآية العمر