دائما نتغنى بالحزن ولا نرى انفسنا إلا في دموع تسكب الألم
لتغرس هما يقتل كل جميل بداخلنا وكأننا لا نجيد إلا عزف سيمفونية
الحزن والألم وكأننا لا نجيد إلا تمثيل تراجيديا تظهرنا في موقف الضغف .
آه ومن منا لم تنغص عليه هذه الدنيا حياته فنكدت عيشته واقلقت مضجعه
وهزت أركان صدره واشعلت براكين تتأجج بقلبه لكن إلى متى هذا الحزن ؟
فكل ليل مظلم عاتم ستعقبه شمس تضيء الطريق ، ومع كل طريق مهما طالت مسافته نهاية جميلة
ومع كل عزيز وحبيب نفقده ولادة مولود نحبه ، ومع كل خسارة نخسرها درس نخرج منه بربح الفائدة .
لكن تبقى للآهات نصيب من حياتنا وللدموع ينابيع من عيوننا وللألم مسكن في قلوبنا
فقد نضحك ونبتسم ولكن يبقى للحزن مذاق خاص ونكهة تعطي لحياتنا معنى وطعما .
فكم من نفوس تحترق لأجل غيرها وكم من قلوب تخفق بالحب لأسعاد الآخرين وكم من آيدي
تبذل عطاء وقلوب تخلص وفاء و تحترق لأسعاد من تحب بدون مقابل .
علينا ان نتذكر لا يمكن للإنسان ان يستمد السعادة إلا من نفسه ، ولكن عليه أن يهتدي للطريقة الفضلى لبلوغها
وهي تتلخص بأ يكون صادقا شجاعا مع نفسه ، وأن يتحلى يالتعاون والبعد عن الأنانية السوداء
وان يكون له ضمير حي قبل كل شيء .
فالسعادة ليست خرافة ،إنما هي حقيقة ظاهرة ، ويستمع بها كثيرون
وبإمكاننا ان نستمتع بها إذا استفدنا من تجاربنا واستعنا بالخبرة التي كسبناها في الحياة
عندها سنعيش حياتنا التي وهبها الله لنا بلا جحود ولا عقوق ولا شقاء .