لاشك أن لكل موروث عن الأجداد من قيم سامية ومعاني جميلة بمافيهامن عادات و تقاليد ومعارف شعبية وثقافية هو الذي يستحق اسم تراث ..فالتراث هو كل ما ينتقل إلينا من عادات وتقاليد ونحوها كميراث ينتقل إلى الشخص مما كان لأبويه من قبله فصار ميراثاً له ومن هنا نرى أهمية التراث في نقل كل ما هو جميل من العادات والقيم والأخلاق الحميدة من جيل إلى جيل ثم الحفاظ على التراث هو حفاظ على القومية والهوية الوطنية من التلف والضياع لهذا الموروث الأصيل فلاحاضربدون ماضِ.
وهناك وخاصة في هذاالزمن من قد رفع راية التراث فمنهم من كان على حق وهو أهل لهذا التراث ومنهم من فقد خصوصية التراث ومفهوم التراث الذي عُرف عن الأجداد فكان على غير حق لهذاالتراث وبهذا قد ينطبق عليه هذاالقول:"أصبح التراث عملاً لمن لا عمل له "
قد وجد التراث في وقتنا الحاضر عناية خاصة فبدأت الأنظار تتطلع إليه على أنه قضية تخص الجميع وقد حث المسؤولون على الاهتمام بتراث الأجداد فبذلوا الغالي والنفيس للتعرف على هذا الموروث ومن ثم المحافظة عليه كإرث للأجيال القادمة وهذه بادرة طيبة سمتهاالوفاء والإخلاص وصدق النية للمحافظة على كل موروث والتعرف عليه بصورته الحقيقة كما هو الحال فيما تقتنيه القرية التراثية في مدينة جازان من موروث تراثي شعبي يصور حياة قوم قدعاشوا في الزمن الماضي .
غير أن هذاالتصوير لتراثنا الآن الذي يقبل عليه الزوار من المنطقة وخارجها مكتمل الصورة وهذا مانخافه على تراثنا من تشويه الصورة في أذهان أجيالنا من سماع معلومة تراثية خاطئة لاتعتمد على ثقافة تراثية أو مشاهدة أعمال قد مُثلت بطريقة خاطئةلاتعكس الصورة الحقيقة وكل ممثل لايجد في نفسه الرغبة الممزوجة بالثقافة لأي عمل يقوم به فإن عمله غير ناجح وإنما هو عبارة عن مجرد تسلية ومضيعة للوقت وكل مقلد فاشل وماأكثر هذه الأعمال التي نشاهدها الآن وخاصة فيما تتعلق بألعابنا الشعبية.
وقد وجد الكُتّاب التراثيين الآن الحبل على الغارب عندما علموا بأن تراثنا لايعتمد على مصادر موثوقة ومراجع معتمدة قد تكون مرجعاً للجميع عند الاختلاف وقد سهلت هذه المعهمة وهي عدم التقيد بمصدر معتمد للتراث عند بعض هؤلاء الكُتّاب عن التراث فهناك من يكتب عن التراث على هواه كما يحلو له و كيفما يشاء وهناك من يقوم بالنقل لمواضيع ظناً منه بأن تلك المواضيع التي قام بنقلها تتعلق بالتراث وهو لايعرف عن مدى صحتها وعلاقتها بالتراث وكأن الناقل ليس له إلا النسخ واللصق فإذا سُئل عن معنى مصطلح تراثي لم يجب.
فالثقافة التراثية لها دور بارز وأي كاتب يكتب عن التراث إذا لم يكن ثقافته التراثية عالية فخير له بألاّ يكتب عن التراث وألاّ يقدم معلومة تراثية وهو غير متأكد من صحتها لأن مايكتبه عن التراث سوف سيطر للأجيال كمعلومة تعرفهم بتراثهم ذلك الموروث الذي ورثوه عن أجدادهم فيجب علينا كتراثيين أن نحرص كل الحرص على المصداقية فيماقيل وكُتب وعُرض عن تراثنا حتى يظهر تراثنا بصورته الصحيحة المعروفة عند أجدادنا ..فيامن تكتب عن التراث إتق الله فيما تكتب فلاتكتب إلا معلومة صيحة ..ويامن تعرض صوراً ومشاهداً تأكد من موافقتها لعاداتناوتقاليدنا التي عُرفت عن أجدادنا.
شكرا شجون
موضوعك جميل يدعو للمشاركة.