قالوا وقـلـتُ ودائماً سُـنُـعـيدُهُ
لاشيءَ بعد الـرَّاحـلـينَ نُريـدُهُ

وفراغُهم في الـرُّوحِ في عرصـاتنا
سيطولُ من بعدِ الـرَّحيلِ ركودُهُ

والكونُ كلُّ الكونِ بعد رحيلِهِم
سـوطٌ وجـلادٌ وتلـكَ قيـودُهُ

لكأنَّ أوجـاعَ الحـيـاةِ بـأسـرِها
وطـنٌ ونـحنُ جهـاتُـهُ وحدُودُهُ

من يُسعِفُ الدُّنيا فـإنَّ دمـوعَـنا
في الأرضِ طـُوفـانٌ يـثورُ نُفُـودُهُ

نمضي وفي الأعـمـاقِ حرقةُ فاقدٍ
والكـلُّ يخشى أن يجـفَّ وريدُهُ
يا رحمن يا رحيم يا رب
أسأل الله تعالى أنهم من الشهداء

عندما تقع مصيبة كهذه على أحدنا تهتز أركانه وتزلزل أرضه وتجزع نفسه
وتغتاله حرقة الفقد لمن أحب
فتعاف نفسه كل شيء حتى الطعام والشراب والحديث ويقضي جلّ وقته وحيدا يعتصره الألم
وهذا حال الدنيا وهذه هي أقدار الله التي يمتحن بها عباده سبحانه وتعالى
فمن صبر وذكر الله وحمده فله الأجر العظيم

أبدعت يا شاعرنا في وصفك لهذه الحالة العظيمة الحزن والحرقة والألم


بسمـاتُهُم نظـراتُهُم حركـاتُهُم
عمرٌ على الأعـمـارِ يرقـصُ عيدُهُ

كانوا قـناديلاً تُـضـيئُ فلا نرى
في دربِـنا إلاَّ الـضِّـيـاءَ يـسُـودُهُ

* * *

عزُّوزُ مـبسـمهُ الـرَّقـيـقُ تـشـوقـنا
بسمـاتُه الخـجلى فـأينَ جـديـدهُ ؟

وطـلالُ في عـينيهِ تكـتـحـلُ الـدُّنا
وتـفـوقُ أزهـارَ الـرِّيــاضِ خـدودُهُ

وولائـفُ التِّـحـنانِ تسـألُ عـنهـما
في كـلِّ حـيـنٍ والـسـؤالَ تُـعـيـدُهُ .

ولُّـوفَـتـي مـاعــادَ عـزُّوزٌ هـنـا
وطــلالُ كـلٌّ قـد طـوتـهُ لُـحُـودُهُ


يا الله . .
ما أشد الحزن على فقد الأطفال زينة الدنيا وزخرفها وبراءتها وطيورها
رائع هذا التجلّي يا فارس الكلمة


واحسـرتـاهُ عـلـى فـراقِ كـريمةٍ
تصلُ الأقـاربَ والـسَّـقـيمَ تَعُودُهُ

والـودُّ دَيـدَنُهـا الذي عُرفـتْ به
وشمـوخُها من في الوجودِ يُجيدُهُ ؟

عُـكَّـازُهــا في كــلِّ حـادثـةٍ لـه
صـيتٌ وفي أولى الصُّـفُـوفِ وُفُـودُهُ

أنثى ولـكـنْ في مـرابـع شِـعـبِـها
تحمي كما تحمي الـعرينَ أسودُهُ

يـاأمَّ عـبـدِالله كـيـفَ لـجـرحِـنا
أن ينطـوي ويدُ الـغـيابِ تـقُـودُهُ

ماأوحشَ الدنيا ووجهـكِ غائبٌ
عنَّا وعـن لـيـلٍ يـطـولُ هُـجُـودُهُ

لن تحـمـل الأيـامُ بـعـدكِ راحـةً
وغداً يتيهُ على الوجودِ وجودُهُ
الله أكبر
الله أكبر

قمة الجمال وقمة العزّ وقمة الفخر
لمن ذهب وبقيت أخلاقه وآثاره شاهدة له
اللهم ارحمها واغفر لها واعف عنها واجعل قبرها روضة من رياض الجنان يا كريم يا غفار


أومـا ترينَ الشِّـعـبَ بعد أحـبَّـتي
جرحٌ يـسـيـلُ على الدَّوامِ صديدُهُ
وقفت لهذا البيت طويلا متأملا ومندهشا لهذا التعبير
الراقي في قوته وتصويره المدهش في بلاغته وتأثيره

لله درك من شاعر كبير



هـذي مـشـاعـرُ فـارسٍ قـد زفَّـهـا
من نـبـضـهِ فـوق السُّـطـورِ قصيدُهُ

ثـمَّ الـصَّـلاةُ عـلـى الـنَّـبـيِّ وآلــهِ
مـاطـافَ في البيتِ الحرامِ حُشُودُهُ
ونعم بمشاعر الفارس ونبضه وتصويره ووصفه وأدبه وبلاغته ورصانته
شهادتي فيك ولك تتضاءل أمام هذا البيان والفصاحة
فقد شهر لك كبار الأدباء والشعراء العرب


شاعرنا ومبدعنا يحيى مشعل
جرت دموعنا حزنا لحزنك وجزعا لجزعك
ولأننا نحبك أحببنا من تحب وبكينا على من بكيت
لك منا أحر التعازي وأبلغ المواساة على مصابكم الجلل
وإنا لله وإنا إليه راجعون
نسأل الله تعالى أن يلهمكم الصبر والسلوان
وحسبنا الله ونعم الوكيل

اللـهـم ارحمهم واغفر لهم واعف عنهم
اللـهـم أنزلهم منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين
اللـهـم اجعل قبورهم من رياض الجنة
اللـهـم املأ قبورهم بالرضا والنور والفسحة والسرور
اللـهـم أنزلهم منزلة الشهداء والصادقين