يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157 الآية
شاء الله تعالى
أن تندلع النار في منزل الأحباب
فاندلعت وأحرقت أجساداً بريئةً
وطاهرة في لحظاتٍ كنا نحسبها أحلاما
عادت ابنة أختي الغالية وعاد فراس الغالي
وأخذ الموتُ منَّا جدةً كبيرةً في السِّن وطفلان
صغيران في السِّن والحمد لله ولاحول ولاقوة إلابه
في ذمة الله ياأم الجميع
في ذمة الله ياعبد العزيز
في ذمة الله ياطلال
ستغيبون عن أنظارنا وستعيشون في أعماقنا
العمر كله وكلنا للموتِ نمضي وتلك هي سنة
الحياة ........
فجيعة الدَّهر
قالوا وقـلـتُ ودائماً سُـنُـعـيدُهُ
لاشيءَ بعد الـرَّاحـلـينَ نُريـدُهُ
وفراغُهم في الـرُّوحِ في عرصـاتنا
سيطولُ من بعدِ الـرَّحيلِ ركودُهُ
والكونُ كلُّ الكونِ بعد رحيلِهِم
سـوطٌ وجـلادٌ وتلـكَ قيـودُهُ
لكأنَّ أوجـاعَ الحـيـاةِ بـأسـرِها
وطـنٌ ونـحنُ جهـاتُـهُ وحدُودُهُ
من يُسعِفُ الدُّنيا فـإنَّ دمـوعَـنا
في الأرضِ طـُوفـانٌ يـثورُ نُفُـودُهُ
نمضي وفي الأعـمـاقِ حرقةُ فاقدٍ
والكـلُّ يخشى أن يجـفَّ وريدُهُ
هل يغـبـِطُ الأكفـانَ حيٌّ غـيرُنا
ويَتـُوقُ للـقـبرِ العـمـيـقِ وجُودُهُ ؟
يالـيتـنـي بـل إنَّني بين الثَّـرى
جسـدٌ ويأكـلُ مـن رُفـاتيَ دُودُهُ
أوآهُ مـن نارٍ قـسـت وأبت أبت
إلاَّ ربــيــعَ الأبـريـاءِ تُـبـِـيــدُهُ
يانارُ كـيـف أخذتِ مـنَّـا بغـتةً
روضاً تفوحُ عـلى الجميعِ ورودُهُ
أنسيتِ أنَّا حين نركضُ نحوهم
نلقى المنى وبهم يطـيبُ نشـيدُهُ
بسمـاتُهُم نظـراتُهُم حركـاتُهُم
عمرٌ على الأعـمـارِ يرقـصُ عيدُهُ
كانوا قـناديلاً تُـضـيئُ فلا نرى
في دربِـنا إلاَّ الـضِّـيـاءَ يـسُـودُهُ
تبَّت يـداكِ فأنتِ نـارٌ أسرفـت
في حرِّها اللَّـفـاحِ حـيـن تـزيدُهُ
لاتـنـفُـشي ريـشـاً فـذاكَ مـقـدَّرٌ
أيـردُّ أقـدارَ الإلــهِ عـبـيـدُهُ ؟
والصـبرُ أجـمـلُ مايـكـونُ لمهجةٍ
نيلُ الثَّوابِ عـلى المصابِ تُريدُهُ
واحسـرتـاهُ عـلـى فـراقِ كـريمةٍ
تصلُ الأقـاربَ والـسَّـقـيمَ تَعُودُهُ
والـودُّ دَيـدَنُهـا الذي عُرفـتْ به
وشمـوخُها من في الوجودِ يُجيدُهُ ؟
عُـكَّـازُهــا في كــلِّ حـادثـةٍ لـه
صـيتٌ وفي أولى الصُّـفُـوفِ وُفُـودُهُ
أنثى ولـكـنْ في مـرابـع شِـعـبِـها
تحمي كما تحمي الـعرينَ أسودُهُ
يـاأمَّ عـبـدِالله كـيـفَ لـجـرحِـنا
أن ينطـوي ويدُ الـغـيابِ تـقُـودُهُ
ماأوحشَ الدنيا ووجهـكِ غائبٌ
عنَّا وعـن لـيـلٍ يـطـولُ هُـجُـودُهُ
لن تحـمـل الأيـامُ بـعـدكِ راحـةً
وغداً يتيهُ على الوجودِ وجودُهُ
عزُّوزُ مـبسـمهُ الـرَّقـيـقُ تـشـوقـنا
بسمـاتُه الخـجلى فـأينَ جـديـدهُ ؟
وطـلالُ في عـينيهِ تكـتـحـلُ الـدُّنا
وتـفـوقُ أزهـارَ الـرِّيــاضِ خـدودُهُ
وولائـفُ التِّـحـنانِ تسـألُ عـنهـما
في كـلِّ حـيـنٍ والـسـؤالَ تُـعـيـدُهُ .
ولُّـوفَـتـي مـاعــادَ عـزُّوزٌ هـنـا
وطــلالُ كـلٌّ قـد طـوتـهُ لُـحُـودُهُ
والجـدَّةُ الغرَّاء مـثلهـما مـضت
لـلـقـاءِ خـلاَّقٍ تـعـاظَـمَ جُـودُهُ
مـاذا نـقـولُ لـجدِّكِ الغـالـي وقـد
تركـتـهُ جـنَّـتُـهُ وغـابَ حـفـيـدُهُ
أومـا ترينَ الشِّـعـبَ بعد أحـبَّـتي
جرحٌ يـسـيـلُ على الدَّوامِ صديدُهُ
يـاربُّ أدخـلهُـم بفـضـلـِكَ جـنَّـةً
فـيها نـعـيـمُ مـن اتَّـقـى وخُلُـودُهُ
واسـقـي الأحـبَّـةَ شـربةً من كوثرٍ
قـد طـابَ في كـفِّ الـنَّـبـيِّ وُرُودُهُ
واحفـظ لـنا سـمـرَ المـنى وفِـراسَنا
فـكـلاهـمـا فـيـنـا تـفـرَّعَ عُـودُهُ
هـذي مـشـاعـرُ فـارسٍ قـد زفَّـهـا
من نـبـضـهِ فـوق السُّـطـورِ قصيدُهُ
ثـمَّ الـصَّـلاةُ عـلـى الـنَّـبـيِّ وآلــهِ
مـاطـافَ في البيتِ الحرامِ حُشُودُهُ
اللهم أغدقهم النَّعيم واجعلهم في نعيمك المقيم
وألبسهم السندسَ والحرير واسقهم بيد نبيك
الكريم شربةً هنيئةً لاظمأ بعدها ..
واجبر كسرنا وألهمنا الصبر والسلوان
إنك على كل شيئٍ قدير .. آآآآآمين آآآآمين آآآآمين
........ فارس الكلمة يحيى مشعل