قد يكون غريباً على الكثير هنا ووضعته بعد أن سمعت دكتور فيزياء يفسره أنه من الجن..
وسألت عن الذي عنده علم من الكتاب في غرفة المدرسين وما أجاب إلا معلم واحد صح..
وأيضاً كنا في طلعة مجموعة عوائل وسألت نفس السؤال فأجابوا كلهم أنه من الجن وأكثر من شخص يقول قال لنا المعلم أنه جن..
وهذا ما كنت أعتقده أيام الدراسة إلى أن أخبرني صديق لي أنه إنسان وليس من الجن فرجعت إلى كتب التفسير المعتمدة وطلع كلامه صحيح أنه إنسان..
فقلت أشارككم بالمعلومة ^_^..
وهذا تفسير السعدي للآية :
{ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ } والعفريت: هو القوي النشيط جدا: { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } والظاهر أن سليمان إذ ذاك في الشام فيكون بينه وبين سبأ نحو مسيرة أربعة أشهر شهران ذهابا وشهران إيابا، ومع ذلك يقول هذا العفريت: أنا التزم بالمجيء به على كبره وثقله، وبعده قبل أن تقوم من مجلسك الذي أنت فيه. والمعتاد من المجالس الطويلة أن تكون معظم الضحى نحو ثلث يوم هذا نهاية المعتاد، وقد يكون دون ذلك أو أكثر، وهذا الملك العظيم الذي عند آحاد رعيته هذه القوة والقدرة وأبلغ من ذلك أن { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ } قال المفسرون: هو رجل عالم صالح عند سليمان يقال له: " آصف بن برخيا " كان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعا الله به أجاب وإذا سأل به أعطى.
وهذا تفسير ابن كثير للآية :
{ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ } قال ابن عباس: يعني: قبل أن تقوم من مجلسك. وقال مجاهد: مقعدك، وقال السدي، وغيره: كان يجلس للناس للقضاء والحكومات وللطعام (2) من أول النهار إلى أن تَزول الشمس.
{ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } : قال ابن عباس: أي قوي على حمله، أمين على ما فيه من الجوهر.
فقال سليمان، عليه السلاـم أريد أعجل من ذلك. ومن هاهنا يظهر أن النبي سليمان أراد بإحضار هذا السرير إظهار عظمة ما وهبه الله له من الملك، وسَخَّر له من الجنود، الذي لم يعطه أحد قبله، ولا يكون لأحد من بعده. وليتخذ ذلك حجة على نبوته عند بلقيس وقومها؛ لأن هذا خارق عظيم أن يأتي بعرشها كما هو من بلادها قبل أن يَقْدموا عليه. هذا وقد حجبته بالأغلاق والأقفال والحفظة. فلما قال سليمان: أريد أعجل من ذلك، { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ } قال ابن عباس: وهو آصف كاتب سليمان. وكذا رَوَى محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان: أنه آصف بن برخياء، وكان صدّيقا يعلم الاسم الأعظم.
وقال قتادة: كان مؤمنا من الإنس، واسمه آصف. وكذا قال أبو صالح، والضحاك، وقتادة: إنه كان من الإنس -زاد قتادة: من بني إسرائيل.
وقال مجاهد: كان اسمه أسطوم.
وقال قتادة -في رواية عنه -: كان اسمه بليخا.
وقال زهير بن محمد: هو رجل من الأندلس (3) يقال له: ذو النور.
وزعم عبد الله بن لَهِيعة: أنه الخضر. وهو غريب جدًا.
وكما يعرف أكثركم أن تفسير ابن كثير موسع فهو يأتيك بأغلب أقوال المفسرين..
أما تفسير السعدي فهو لا يأتيك إلا بالتفسير الصحيح الذي اجتمع عليه أغلب المفسرين.. يعني يعطيك الزبدة..
وكل الشكر على مرورك أخوي أبو إسماعيل.. وبارك الله فيك..