
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الأمل
أسعدك الله أخي الكريم وزادك فضلاً منه وحرصاً..
ما شاء الله مكتبتك البسيطة شملت درر من كتب التفسير..
بالنسبة لمسألة ( قال الذي عنده علم من الكتاب )
قال العلماء والله أعلم أنه لم يرد في اسمه دليل ولم يصرح به القرآن فالمسألة محل اجتهاد واستنباط ممن هو أهل لذلك وبالتالي الخلاف وارد فالشيخ ـــ وهو أهل للاجتهاد بإذن الله ــــ قد يكون اطلع على رأي وترجح عنده أو هو ما تبين له في المسألة بعد النظر..
فقد يكون هو الصواب أو قد يكون قول الجمهور هو الصواب أو خلافهما والله أعلى وأعلم..
أما بالنسبة لقصة موسى عليه السلام مع الخضر فالصحيح من رأي أهل العلم أن الخضر عليه السلام نبي والله أعلم ..
وما قصدته أمرين:
الأمر الأول : في مسألة مختلف فيها (مما يساغ فيها الخلاف وممن هم أهل للاجتهاد) فالأخذ عندها برأي لا يعني بالضرورة أن تكون الأقوال الأخرى خاطئة بل هي ما تبين لقائليها وهي محل احتمال للصواب ومبنية على غلبة الظن وما ترجح لقائلها أكان عالما أو متبعا لقول عالم.. والله أعلم.
الأمر الثاني : وهو الأهم .. أنه ليس المهم شخص ( الذي عنده علم من الكتاب ), بل الأهم هو وصف ( الذي عنده علم من الكتاب) , فما ميزه عن الأول ( عفريت من الجن ) هو ( علم من الكتاب )..
وهنا كلام قيم ذكره ابن عاشور ــ رحمه الله تعالى ــ في كتابه التحرير والتنوير " وهذه المناظرة بين العفريت من الجن والذي عنده علم من الكتاب ترمز إلى أنه يتأتى بالحكمة والعلم ما لا يتأتى بالقوة ، وأن الحكمة مكتسبة لقوله ( عنده علم من الكتاب ) ، وأن قوة العناصر طبيعة فيها ، وأن الاكتساب بالعلم طريق لاستخدام القوى التي لا تستطيع استخدام بعضها بعضا . فذكر في هذه القصة مثلا لتغلب العلم على القوة . ولما كان هذان الرجلان مسخرين لسليمان كان ما اختصا به من المعرفة مزية لهما ترجع إلى فضل سليمان وكرامته أن سخر الله له مثل هذه القوى . ومقام نبوته يترفع عن أن يباشر بنفسه الإتيان بعرش بلقيس. أ.ه
هذا والله أعلى وأعلم..
ملاحظة بسيطة أخي الصواب في الدعاء العزم وعدم تعليقه بالمشيئة ..
الله يبارك فيك وينور دربك بنوره..