أهلآ و سهلا و مرحبا بعآشق الليل
أحيّيك أولا على ردّك الجميل و وقوفك المتمعن عند التساؤلات التي طرحتها![]()
و دعني أقول أنّ أهل القرآن أو أمة القرآن مشغولة نعم بغيره تلهث وراء دنيا فانية و ما الدنيا إلا متاع الغرور .. نحن لا نغفل عن هذه الأمور نحن نتغافل و نتجاهل إنه الصدّ و نسأل الله أن لا يطبع
على قلوبنا .. لا بدّ من استيقاظ و رفع عزيمة و تنشيط همم .. و لعلي أرجع دوما هنآ إلى دور المساجد و التربية فلهما فضل كبير في ترسيخ تلك القيم الربانية![]()
ثمّ راقني في ردّك أيضا أنك سمّيت القرآن دستورا و نهج حياة و هو فعلا كذلك ... علينا أن نتخذه لنا هاديا و منهلا و نورا و كيف لا و هو التنزيل المحكم الذي لم يغفل الله فيه و حاشا لذاته المقدسه
ذلك ... قلت لم يغفل فيه شيئا من حياتنا في جميع جوانبها الدنيوية و الأخروية إلا و ذكرها .. و ها نحن اليوم نرى الغرب يجددون الخطى في دراسة هذا الكتاب المعجز و نحن أهله نهجره فما بالنا ؟
أن نعلّم أنفسنا و أبناءنا و الجيل بأكمله القرآن و نربيهم وفقه يعني أن نضع خطة دراسية ممنهجة تتمثل بداية في الأسرة فهي المنشأ و النواة الأولى .. و منها إلى المدرسة ، و ليست المدارس
النظامية وحدها ، فليسهّل عمل المدارس القرآنية أيضا ، أيعجزون عن تخصيص أمكنة لتدارس و تذاكر القرآن و هم من يفتحون المخامر جهارا نهارا و ا أسفي ... أين المناهج التربوية الشرعية
أين دور المربّين و المرشدين من تفقيه الجيل ... أين المساجد اليوم من الحث و التذكير ، أم لا زالوا فقط يتداولون قضايا لم تعد تجذب إليها سامعا بل و تنفّره في كثير من الأحيان
كلّ ذلك لا بدّ أن نحرص عليه ليكون المنهج حقا قويما و لنحصد الثمار المرجوة فتنهض أمة القرآن من جديد![]()
و أخيرا وقفت أيضا على نقطة مهمة في مداخلتك هنا ألا و هي الوسائل التقنية و الحديثة التي تيسّر لنا سماع القرآن و تلاوته في أيّ حين و في أي مكآن .. فجميل لو شغلنا أنفسنا كما ذكرت
و نحن ننتظر أو على سفر بالذكر و القرآن .. نحن تنقصنا ثقافة استغلال الوقت أيضا و الاستفادة منه فيما يزيدنا ثوابا و أجرا![]()
شكرا من القلب لحضورك العطر سيدي فقد راقني جدا
لروحك الشقآئق النعمآن![]()