قرأتُ منذ زمن مضى للمفكّر و الفيلسوف المسلم محمّد إقبآل يقول :
“أشد ما أثّر في حياتي نصيحة سمعتها من أبي: يا بني اقرأ القرآن كأنه أنزل عليك!”
القرآن ... ذآك الذي نزّل هدى و رحمة ونورا ليكون المرجع الأول للتشريع
و منهل المسلمين على مرّ كلّ هذه الأعوام إلى أن يأذن الله ...
اختلف في شأنه الكثيرون و أوّلوا و حآول أعداء الإسلام الضرب في معآنيه
لكنهم ما استطآعوا فآياته مبهرة و حقائقه لا يمكن إنكارها ... كيف و هو كلآم الله المنزل المنزّه عن كلّ سوء و بآطل
يأتي رمضآن لنقول عنه شهر القرآن و أين نحن من التلآوة و الذكر الحكيم
أين موقع هذا الذكر العزيز في رحاب الشهر الفضيل ...
هل نقرأ القرآن لنتدبّر .. لنتّعظ .. أم ترآنا نقرأ كمن يضع بيده الجريدة
هل القرآن للشهر الفضيل و حسب .. نخرج مصآحفنا من رفوفها لنهجرها طول السنة
نودّع رمضآن و نودّع معه تلآوة كتاب ربّنا
هل نحن بذآك القدر من الأدب في حضرة الباري عزّ و جلّ فندرك معنى أن يحظى هذا الشهر الكريم بإنزال آي الرحمن
قال داود بن أبي هند .. قلت للشعبي :
قال أما كان ينزل في سائر الشهور؟
كآن جبرائيل يعآرض محمدا صلى الله عليه و سلّم
في رمضان ما نزل إليه فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء وينسيه ما يشاء
لعلّي سأقف عند هذآ القول .. فأسأل نفسي و إياكم هل بعد هذآ نجعل تلآوة القرآن حكرا إن صحّ القول على رمضآن
أين أهل القرآن اليوم ... ؟؟
لماذا يقبل الكثير منّا و يحرص على تلآوة القرآن في رمضآن ثمّ تخف الوتيرة بعد ذلك ؟
كيف نقوّي العزم و نحصّن أنفسنا فنلتزم العهد و نمضي على هدي القرآن ؟
أين نحن من الحفآظ على الطآعات بعد انتهاء رمضان
ما الذي يمنعنا من الاستمرار في حصد الثواب و الأجر ؟؟
أهو التزيّن للحظات ثمّ الإهمآل بعد انتهآء المناسبة .. هل يليق ذآك بشهر القرآن
هل فعلا ندرك ما معنى أن يكون القرآن ربيعا للقلوب و نورا ؟؟
كيف أنتم و الذكر الحكيم في رحآب الشهر الفضيل ... هل تتدبّرون و تستمرّون
عذرا أحبتي للإطالة في طرح الموضوع ... لكنّه لن يقتصر على تلك الكلمآت
سأدع لكم المجآل للحديث و النقآش رآجية أن تكون فكرتي قد وصلت
كلّ عآم و أنتم و نحن إلى الله أقرب
كلّ عآم و نحن أمّة القرآن ...