
ماعدت سراً
؛
ارتجف الغروب ونفض عنه تلك العلامة التي سكنت جناحه زمنا شبه انطفاء ..
وحين سقطتُ فوق عرشك التقط القلب تنهيدة على إيقاعك المجنون
كان صوت المكان ينسل بين أوردتي فيتخاصر لقاؤنا ..
أتبرعم في خصوبة تربتك الغزيرة الدفء لتلثمني أعماقك دهرا وأوئد جذور سفري إليك دون تذكرة
فنافذة التذاكر قد كسرتها الأيدي المثقلة .!
أتحسس وجوه الزمان لأذكر أي زمان قضينا فيه ليالي الأمان حين اختبأنا بصدر الرياح
وزرنا المقاهي وطفنا جميع الاماكن حتى الصباح ..
أقف على حافة ميادينك فأهتز كشجرة التوت التي تتمايل أوراقها الغضة
تمتد حتى تصل إلى روضك المزهر بي ..
أبصرتك منذ اتزان الخطى واستقامة المسير
منذ ارتخاء الجفون وذلك الشوق الضرير الذي وشم على طرقات الروح علامة صغيرة وشبه اشتعال .!
ماعُدْتَ سِرّا ..
أنت عقد نظمته سنين عمري كي يكون العمر أعذب من خيال..
تقاسمني أمنيات المطر، وضحكات غيم، واستبشار السحب حين تدندن للريح كيف يكون الهطول ..
أغلقت علي أضلاعك فبدت كالقصر بلاعنوان .. بلا بوصلة تدل المارين عليه
بلا موقد يتسارع منه الدخان ..!
قد كان حصارك منحنيا حولي كالقوس ..
وسهم القرب ينبض وسطي ويشد العمر إليك ليتكاثر ويطول
ماعُدْتَ سِرّا ..
أصبحت كتلك المدائن التي تعشق زوارها وتصلبهم على قارعة طريق الفرح
تريق خمر الهوى فيسكر القلب ويثمل حتى يشرق به ،!
،
ماعُدْتَ سِرّا ..
أنت التراتيل التي أتلوها على وسائد الذاكرة كل ليلة ..!
...............
ياكل حروف البوح المعلَّقة على شرفات الليل كالقناديل
تجلَّت الشَّمس على هيئة حرف فغار كل قنديل وذوى
من كالأنيقة يغزوا نهاراً ويسترهـ النَّهار كالبياضِ في البياض لايُرى
تكتبُ حرفاً وتمضي ونأتي لنسكنه وطناً لاحدود له ولامقبض
سأعترف وليقرأ من مر من هنا ...
الأنيقة
كتاباتكــ ترفلُ كالقمر المكتمل وتضحكــ
كالأطفال وتفوحُ كالعطر الباريسي
حماكــ الله فقد غمرتِ المكان وأهله بكل جميل

