بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في أحد الأيام قررنا أنا وصاحب لي أن نتعلّم الحجامة ولم يكُ في المدينة من يتقن الحجامة إلا القليل .. ومع خوفي الشديد من جرح أحدهم بشفرة أو حتى وخزه بإبرة قلت إن هذه فرصة لأتغلب على نفسي ، فذهبنا إلى رجل جاء ضيفا إلى المدينه لظروفه الخاصه يعمل عطّارا ً متحولا ويسكن في بيت أحد الصدقائنا ، لقد كان يوما حافلا جدا بالمعرفة والفهم ، فلقد تعلّمنا الحجامة بجلسة واحده وحجمت بعد ذلك أكثر من ثلاثين رجلاً ثم توقفت لأن مرادي قد انتهى ، ولكن إلى جانب ذلك تعلّمت درسا آخر ، إنه الإستخاره نعم لقد كان هذا الرجل الحجّام كلما همّ بعمل ولو كان صغيرا صلى ركعتين ودعا بدعاء الإستخاره ثم ذهب وقام بعمله ، سألته عن هذا فقال : منذ أن كنت صغيرا وأنا اداوم على هذه الصلاة ، اطلب من الله الخيرة في كل اموري ، إن احدنا لا يعرف الإستخاره إلا في الزواج مع أن الإستخاره في كل أمر يحزبنا ويهمنا ، لقد تذكرت قصة ذلك الرجل الذي صلى في المسجد ركعتين ثم قام فأوقفه رجل ممن كان في المسجد وقال له : أوليس لك عند الله حاجة يعني ( ما في عندك طلب ترجوه من الله ) قال الرجل : بلى ، فقال له : ولماذا لاتدعو الله ، لقد رأيتك تصلى بسرعة وتنقر كالديك ثم خرجت ولم تطلب شيئا من الله ، والله إني إذا أردت أن اشتري ملح طعام للبيت صليت ودعوت أن يوفقني ثم ذهبت إلى السوق .
لا أعني بذلك أن تتكلف مالا تطيق ، بل ما أعنيه أن نداوم الطلب من الله ، فهو صاحب الفضل وهو الكريم ، كلما اردت حاجة ولو كنت تملك ثمنها اطلب العون والخيرة من الله حتى يبارك لك فيما تطلب ، ويحميك ممن يريدون سلب مالك فيغشونك ، استعن بالله على كل حوائجك ولا تنس فضل الإستخاره واحفظ دعاءها عن ظهر قلب حتى يتسنى لك الدعاء في كل أوان .
من كتاب : مهارات الحياه لإبراهيم الشملان .