دعوة صادقة :
أيها الناس إن ربكم الله وليس لكم رب سواه وأعلموا إنه القادر عليكم يعلم خائنة الأعين وما تخفيه صدوركم وأن الله قد قسم الأرزاق بين الناس فمن الناس من جعل رزقه في الدنيا نعيم وبذخ وإسراف ومنهم من قتر عليه رزقه وجعل رزقه في الآخرة نعيم وحياة خالدة بعد أن يتخطى الدنيا بأسرها ويتجاوز ما فيها وبعدها يموت ويفنى ثم يخلق من أول وجديد فيكون فيما هو فيه من مقام كريم بجور ربه يقيناً رأي العين . فلتعلموا أن المكر السيئ يحيق بأهله والله مكره بعباده أشد وأقوى ولا يحب الماكرين واللعب مع الله منكر لا يجيزه الله لمن يؤمن بالله ورسوله وكتبه وإنما المكر من طبع الإنسان الماكر الذي جعل من مكره خلل في الأرض فخدع وغدر وخان وأمر وظلم ثم سعى في الأرض فساد وألئك هم اليهود والنصارى فجاء فيهم المسخ وأهلكهم الله بما قدره عليهم من العذاب ومن بقي منهم أمد لهم الأجل في الدنيا وأعطاهم الدنيا وسخر لهم عقولهم وجعل الشياطين عوناً لهم فاتخذوهم من دون الله أولياء وكانوا لهم تبع لذلك هم يطورون الأرض ويجعلون فيها ما لم يجعله غيرهم ورغم ما يتمتعون به من عقول سخروا بها كل شيء في الأرض ومحيطها من الكواكب واكتشفوا اسرار الخلق فأمدوا أنفسهم بالرفاهية وصنعوا الخير والشر وجعلوا العالم بأسرة يحتكم إليهم بما لهم من قوة فمن يكون تحت نفوذهم يعنى بعنايتهم حتى حين ومن لا يكون تحت نفوذ اليهود والنصارى تجدونه متأخر عن الركب بعقود طوال ولن يبلغ ما بلغوه والدليل كل من ليس تحت نفوذ الغرب يعاني من الحصار وضيق العيش والكساد رغم ثروة بلده مثل فنزولا وكوبا وإيران وكوريا الشمالية واليمن ومصر والعراق وليبيا والسودان وكل البلدان الذين يحكمون أنفسهم خارج السرب اليهودي والنصراني لا يستطيعون التقدم بموازنات كبيرة واستثمارات ضخمة ولن تجد لديهم شركات تنشئ مقومات تنشئة حضارة متقدمة وتتفوق على غيرها من البلدان ولا تجدها إلا عند اليهود والنصارى ومن يكون في كنفهم مطلق لهم الحرية في إدارة الأعمال والتجارة فتجدهم ينشئون المنشئات الضخمة تحت مسميات مستعارة أو أسماء عالمية مرموقة بشهادة عالمية مركزها الغرب وغيرهم يفتقر إلا أبسط مقومات الحياة رغم ثراء بلده إن لم يكن منهم . علينا أن نكون واقعيين ونعترف لله أولا ثم لأنفسنا بالقول والعمل بأن الدنيا لليهود والنصارى ولم أجد غيرهم من كل الأجناس قد بلغ منزلتهم إلا أن يكونوا هم أسياد الموقف في إدارة استثمار بلده دون منازع وإلا سيكون في القائمة السودا بالنسبة لهم وأن مودتهم تعني إنك منهم وفيهم لا يأتي من يقول أنا مؤمن بالله وباليوم الأخر ويدعي إنه مسلم وهو يحب الذين كفروا يحادون الله ورسله ويقتلونهم ويحرفون قول الله ومعاني ما أنزله في غير ما أنزل فيه ويجعلونه مرجع لسدنتهم ثم يقولوا نحن اولياء الله في الأرض نقول لهم إن كل من في الأرض هم عباد الله منهم من هم أولياء الله ومنهم من يكونوا أولياء الشيطان تلك قسمة قسمها الله بين أهل الدنيا وأهل الآخرة فمن اراد الدنيا فله سعيها ومن اراد الآخرة فله سعيها . أهل الدنيا لهم معارج من ذهب ولهم فيها ما تشتهي أنفسهم وهم فيها لا يبخسون شيئا إلى أن يموتون وأهل الآخرة لهم فيها عيشهم وما تشتهي نفوسهم إلى أن يشاء الله فيجعلهم فيما لا يعلمون .
قال تعالى وتلك الأيام نداولها بين الناس ) دول بدول في الدنيا وفي الآخرة . وكان الله بعباده خبيرً بصيرا .
محمد المساوى