رويتهم حتى ذبلت أنا ..
لطالما استثارني مصطلح : التضحية !
وأنها مرتبطة على الأغلب بالأنثى ،
هي مُضحية إن كانت : أمًا ، أو زوجةً أو غير ذلك ..
كنتُ أرى نماذج من هاتيك النساء وتضحياتهن العظيمة ، ولم يدُر في خلدي أنني سأكون إحداهن ، بل فُقت بعضهن ، ولا أبالغ إن قلتُ ذلك ..
…… .
حسنًا : أن تضحي ، ذلك في حد ذاته لايعدُّ منقصة ..
لكن أن تدوس على احتياجاتك ، على مشاعرك ، وكيانك ، من أجل الغير _أيًا كانوا _ ذلك هو الأمر المقيت .
وما فعلته كان ذاك بعينه !
…… .
لم أكن يومًا ضعيفة ، لكنني أمام مصلحتهم ضعفت ..
كنت أشكو لله ثم لنفسي وأستمر بالعطاء ..
أضمد جروحهم ، وجروحي الغائرة مافتئت أؤجل العناية بها ..
لم أكن أرى إلا هم ، ولا أقدم إلا احتياجاتهم ..
وأسير وأسير في ركب تضحياتٍ ، ماعدت أستطيع الحياد عنه ..
……
ذبلت عواطفي وأهملت الشعور ..
وأصبحت كالآلة ، أعمل بلا كلل ..
لكنني في خضم ذلك كله ، وفي ساعة عزلة مع نفسي تذكرت أنني أنثى ..
بل وكنت أنثى استثنائية ..
فأين أنوثتي ؟
لمَ جعلتها في قائمة التضحيات؟
وطمرتها في غياهب الحياة
…… .
ما أنا مؤمنة به الآن وعازمة عليه ..
أنني سأستعيد أنوثتي أيًا كان الثمن
وسأجدد التصالح مع نفسي ..
فقد حان دورهم في التضحية من أجلي ..
ربما ، لمَ لا ؟
…… .
صامطية![]()