حوار عقلي هادئ مع بابا الفاتكان
الحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .
أما بعد:
فهذا حوار عقلي هادئ مع بابا الفاتكان حول تصريحاته الأخيرة المسيئة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم , وإن كان كلامه لا يستحق الردّ عليه , والإسلام أعظم من أن يتأثّر بذالك الإدعاء , ولكن لاشك أن كلام بابا الفاتكان ربما ألقى شبهة لمن لا اطلاع لهم على دين الإسلام , فمن أجل هؤلاء ومن أجل الحقيقة ومن أجل العقل ومن أجل الموضوعية العلمية ومن أجل القيم الإنسانية النبيلة كتبت هذا الحوار الهادئ كشفا لحقيقة قوله .
والآن أبدأ معك أيها البابا
- فهل صحيح أن عقيدة الإسلام لا تقوم على العقل ؟
سؤال نطرحه على العقل وهو الذي يجيب .
- هل صحيح أنّ محمدا لم يأت للبشرية إلاّ بما هو سيئ ؟
سؤال نطرحه على الأخلاق وعلى القيم الإنسانية لتجيب
ونطرحه على التاريخ ليشهد .
فأما ادعاء بابا الفاتكان أن عقيدة الإسلام لاتقوم على العقل
فإنّنا نقول له :
ألا تعلم أيها البابا أن أوّل آية قرآنية نزلت على محمد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هي (اقرأ باسم ربّك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علّم بالقلم...)
فأوّل كلمة من السماء تتنزّل على محمد الرسول هي أمر بالقراءة(اقرأ) بل ان الأمر بالقراءة تكرر في أوّل جمل من الله تعالى التي افتتحت بها رسالة الإسلام (اقرأ وربك الأكرم )
فلو سألنا العقل عن رسالة سماوية تفتتح عهدها على الأرض في أول لفظ آمرة بالقراءة هل يمكن أن تكون مبنية على غير عقل؟ ترى ماذا سيكون جواب العقل؟
إنها الحقيقة الظاهرة لكل من له عقل أنّ دين الإسلام دين عقل , فمن لا عقل له لا يخاطب بقراءة ولا بعلم
بل إن الآيات الأولى التي افتتح بها محمد الرسالة لم تكتف بأمره بالقراءة فحسب , بل نوّهت بأداة العلم الأولى الذي هو القلم (الذي علم بالقلم) والقلم لاشك أنّه صديق العقلاء ورفيق المفكرين ومن لاعقل له لاقلم له .
فهل كنت أيها البابا تعي ما تقول؟
ثانيا : أيها البابا ألا تعلم أن فعل العقل (تعقلون , يعقلون ...) ورد ذكره في القرآن 49 مرة , وفعل التفكّر ورد ذكره في القرآن 17 مرة , ولفظ الألباب (أي العقول ) ورد ذكره في القرآن 16 مرة.
ثالثا : أيها البابا سل العقل عن دين وعن كتاب مقدس جعل أكبر منزلة وأرفع قدر للعلماء هل يمكن أن يكون دينا لاعقلانيا ؟
انظر إلى القرآن الكريم (كتاب المسلمين المقدس) وهو يحصر الشهادة لله تعالى بالوحدانية في صنفين من الخلق لا ثالث لهما أوّلهما الملائكة وثانيهما العلماء
{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18)
والواقع يشهد أن أعظم الناس معرفة لله تعالي هم العلماء , علماء الدين والدنيا بما يروا من عظيم فضله وجميل كرمه وإبداعه في مخلوقاته سبحانه وتعالى .
والله الموفق