((( الفصل الرابع 4/6 )))
ــ عدت الى غرفتي ...
ــ مضت الساعات الواحدة تلو الأخرى ...
ــ لاح بارق الفجر وانا أبحث عن مخرج ...
ــ فإستمرارها معي في البيت كزوجة لأبي .... ربما قد يصادف ذلك لحظة ضعف مني أو منها ويقع المحذور ....
ــ كنت غافلا ً فلن يدعني إبليس بعد الآن ....
ــ خروجها كمطلقة إعصار وصفعة لكيلا العائلتين ....
ــ أخي الصغير عبد الرحمن ...
ــ كيف سيواحه مصيره عندما يكبر ويعلم بأن سبب طلاق أمه تعلقها بأخيه ....
ــ أبي لايستحق كل هذا .... فهو رجل بكل ماتحمله هذه العبارة من معنى ...
ــ هل يعقل أن تكون تعاسته بسبب ولده الأكبر والذي لم يبخل عليه بشيء ...
ــ ياالله .
ــ ماالحل إذا ً ؟؟
ــ نودي للصلاة ...
ــ توضأت وخرجت الى المسجد المجاور ....
ــ عدت الى البيت وانا لاأدري ماقرأ الإمام فلقد أختلس مني الشيطان كل صلاتي ...
ــ فتحت الباب ...
ــ نظرت اليها بعد أن لمحت الغرفة مضاءة وبابها مقتوح ...
ـ كانت رافعة كفيها وهي في دعاء حار ....
ــ لم أتفوه بكلمة واحدة ... بل واصلت الخطى الى غرفتي ...
ــ القيت جسدي المنهك على سريري ...
ــ خلدت الى النوم ....
ــ لم أفق الا عند الساعة الثانية عشر ظهرا ً على غير العادة ...
ــ اول ماتبادر الى ذهني الإطمئنان عليها ..
ــ رائحة الطبخ هو أول ماعانق حاسة الشم ... هذا ماجعلني أطمئن بتواجدها ...
ــ ذهبت الى الحمام كي أتوضأ .... تذكرت غيابي عن الجامعة ... ربما كان الشيطان حريصا ً على أن يشغلني حتى في صلاتي القادمة بموضوع المحاضرة الهامة ..
ــ فرغت من ذلك ...
ــ أتجهت الى المطبخ ...
ــ أطفأت (( الغاز )) .
ــ طلبت منها أن تكف عن الطبخ ساأحضر كل شيء من الخارج .
ــ كانت شاحبة .... لم ترفع رأسها قط بالنظر اليّ .
ــ لاأرغب في شيء ... كنت أعد لك الطعام .... عهدتك تتناول غداؤك مبكرا ً لكي تستفيد بأكبر قدر ممكن من القيلولة ....
ــ لك الخيار في ذلك ....
ــ حسنا ً ... ساأذهب الى أحد أصدقائي لكي أحضر منه ماتناوله الدكتور في محاضرة اليوم وفي طريق العودة ساأحضر معي الطعام .
ــ الم تذهب الى الجامعة ؟؟!!
ــ لالا . فلقد خذلني المنبه.... أو ربما كنت انا من خذله فلقد ذهبت في سبات عميق .
ــ أستودعك الله .
ــ أدرت محرك سيارتي .... كان الجو غائما ً ....
ــ في أثناء مسيري تذكرت ذلك القول ...
ــ قرأته في صغري :
(( علموا فتيانكم قراءة سورة يوسف وفتياتكم سورة النور ))
ــ تناولت شريطا ً يحمل تلك السورة ....
ــ كان القاريء الشيخ (( محمد المحيسني )) .
ــ إنصات كلي ...
ــ جميل جدا ً ذلك العناق ....
ــ قرآن يتلى وأذان يرفع .
ــ في الحي الذي يسكنه صديقي ... أديت صلاة الظهر وخرجت ....
ــ ذهبت اليه .
ــ تناولت ماأتيت من أجله ... وعدت أدراجي الى المنزل .
ــ في طريقي أخذت ماأرغبه من أحد المطاعم المتناثرة على الطرقات .
ــ السلام عليكم .
ــ وعليكم السلام ورحمة الله .
ــ لاأريد إعتراضا ً أقسمت لايعد الطعام الا أنا ...ساأعده بنفسي ..
ــ ماأطلبه منك أن لاأرى هذا الحزن بالبته .
(( ماأتعس الحزن فلقد كانت كمن لفحها لهيب متأجج )) .
ــ أعددت كل شيء .
ــ طلبت منها الحضور .
ــ أستدارت حول المائدة .
ــ يا للغرابة .... لاأكاد أصدق ؟؟!!
ــ مالغريب في الأمر .... وماالذي لاتصدقينه ؟؟
ــ ماأعلمه بأنك أحرص الناس على الماء ... بل كنت تنادي دائما ً بأن يكون أول مايوضع ... ولاألمحه أمامك !!!
ــ لمّاحة أنت ِ .
ــ البركة فيك أحضريه ... ربما قد صادف موقف مع الرجال فاأستعصى على ذاكرتهم .
ــ تفضلي ؟؟
ــ مابك لاتأكلين ؟؟؟
ــ لاأرغب في ذلك .
ــ ألم نتفق بأن ماحدث لايتعدى كونه حلم عابر زارك في منامك ... إذا ً ما بك واجمة !!
ــ ساأحدثك عن (( طرفة )) سمعتها قبل يومين ؟؟؟
ــ تفضل قل ...
ــ يقال بأن هناك أديب سوداني سئل :
(( مابالكم تنطقون القاف غينا ً والغين قافا ً )) .
ــ تنحنح وقال :
(( أستقفر الله من غال هذا )) .
ــ إبتسامة لاتكاد تبين .
ــ ما أصدقه ... كان رده يحمل وجهين :
إما ساخرا ً .... وإما تأكيدا ً لتلك المقولة .
ــ الله الله .... وأنفجر ينبوع الثقافة كي يصبح رافدا ً لنهر من العلم .... زيديني ... حللي نفسيته .... أو لست أستاذة في علم النفس .
ــ دع كل هذا عنك ...
تماما ً أستاذي أنا (( كاالكأس المشروخ تبصر الشرخ ولاتستطيع أن تعمل له شيء )) ويجب أن تعلم (( بأن هناك جروح حتى وأن تماثلت للشفاء لابد أن تترك أثرا )) .
ــ يالك من عمة رائعة .
ــ جميل جدا ً عندما يتوافق النطق السوي والحس الرائع والجمال الآخاذ ....
ــ سنذهب بعد تناول غداءنا الى أحد المتنزهات القريبة من هنا .... ساابقى أنا مع ما أحضرته حول محاضرة اليوم وأنت ِ لك الخيار في ما ترغبين عمله ...
ــ يجب أن نخرج من هذا الحال (( المكهرب )) ففي طبيعة الله عبادة .... فالجو سيصبح ماطرا ً بعد سويعات ... يبدو بأنني قد لمحت برقا ً عن بعد ....
ــ لن أخرج البتة ...
ففي البرق حلم الرعاة .... وتناهيت الفلاحين .... وماذاك الا سوط ملك أمره الله اأن يسوق المطر الى حيث يشاء ... ما أعظمه من رب وما أرحمه ...
((( يتبــــــــــــــــــــــــع )))