عفوا ً أبي .....
سبعة عشر عاما ً مضت ....
ولم أشاهد تلك الديار التي تتحدث عنها ....
والتي هي مسقط رأسك ....
لقد أشتقت اليها كثيرا ً ....
ربما يا أبي ....
جبالها ووديانها هي التي جعلتك أديبا ً ...
ألمح في عينيك عندما تتحدث عنها .....
أشياء لم ألمحها عندما تتحدث عنها بالنطق ...
بل تكاد يداك أن تصبحتا جناحين ....
وأنت تلوح بهما يمنة ويسرة ....
أهي الى هذه الدرجة من الروعة والجمال ياأبي ؟؟!!
نعم يابني ....
إنه الشوق ....لذكريات الطفولة والصدق والوفاء ...
لاعليك ...
سأصطحبك هذا العام الى هناك .....
إنتظار ....
شوق ....
لهفة ....
أحلام ....
ترقب ....
إستعجال ....
سفر ....
وصول ....
بيت من الأثل ....
((صندقة)) من الخشب (( الجاوي )) ....
فانوس إنارته باهتة ....
إمرأة مسنة بجوار التنور ...
طفلة تغرف الماء من الزير ....
شيخ جالس هناك على قعادة ....
(( مهفات )) من (( الطفي )) متناثرة ....
طفل يتأوه ....
وهناك طفل آخر ....
إنتفاخات على جسده .....
ملاريا ....
رمد....
ليل قصير ....
ونهار طويل ....
وروائح تنبعث من أجساد العاملين هناك ....
هياكل تتهادى ....
وعبارات لايفهمها ....
إشمئزاز ....
تسلل....
عودة ....
بل هروب ....
ورقة صغيرة مكتوب عليها :
(( عفوا ً أبي ....أدركت الآن ماتعانيه .... ورأت عيني مالاقيت في ريعان شبابك ... وإن إبداعك بالفعل نتج عن معاناة حارقة ... فمدينتك جازان خارج نطاق حدود وطني ))....
لقد عدت الى بيتنا هناك ....
أنا في إنتظارك ؟!!!؟؟؟!!!
***************
هذا أنا ...
إبن القرية // النغم المهاجر