طاش ماطاش مسلسل ناجح يحصد الملايين كل عام من القنوات الفضائية ..

في بدايته أقبل عليه المشاهد السعودي بشغف .. فهو لأول مرة يتلمس الموهبة الكوميدية الفطرية لدى

ممثليين سعوديين .. وهو لأول مرة يشاهد نقدا جريئا يقول في العلن مايردده السعوديون في مجالسهم

الخاصة من نقد للقصور في مؤسسات الدولة الخدمية ..

وحتى بعد تحجيم تلك الجرأة في طاش ماطاش وتحوله كليا الى مسلسل اجتماعي كوميدي ..

ظلّ هذا المسلسل محافظا على كثافة مشاهديه ..

حتى معارضيه داوموا على متابعته ليتسنى لهم نقده عاما بعد عام ..

وفي كل عام تزداد الهوة بينه وبين المؤسسات الدينية السعودية ..

ربما لأنهم في تلك المؤسسات يرفضون الاعتراف حتى الآن بوجود بعض الفساد هنا وهناك ..

لايمكنهم تقبل فكرة رشوة قاضي .. أو ميل قاضي لطرف دون الآخر بهوى ..

رغم أننا نعيش هذا الواقع ونعرف أن القضاة فيهم النزيه وفيهم المرتشي ..

والا لما كان مصير معظم القضاه النار .. كما ورد في الحديث الشريف ..

ولما رفض رجال من كبار عصرهم فقها وعلما منصب القاضي خوفا منه ..

أنا لا أنفي عن طاش ماطاش تهمة أنه يروج لأفكار علمانية تستعدي أهل الدين عليهم ..

فقد تطاولوا بصفاقة على فريضة الجهاد و صوروا المجاهدين على أنهم وحوش بشرية تتعطش للدم ..

اضافة الى نقطة أخرى شديدة الحساسية فجرها طاش ماطاش في وجوه السعوديين كقنبلة ..

وهي العنصرية في الطرح ..

والاستخفاف بمواطني بعض مناطق المملكة وخلق صورة نمطية لهم تسيء اليهم ..

ان طاش ماطاش في حقيقته ماهو الا صدى لواقعنا ..

وفي تصوري فان الحل لا يكمن في منع هذا العمل من العرض ..

بل في العودة الصادقة الى واقعنا لنعترف بوجود الفساد والعنصرية ..

ومعالجة هذا الواقع قبل أن يصل الى نقطة اللاعودة ..


أجمل تحية لك أخي لاند كروزر ..